يعرض حالياً في 35 دار سينما ألمانية فيلم تسجيلي ألماني بعنوان "الزواج لثلاثين دقيقة". الفيلم يتطرق إلى عرف زواج المتعة المعمول به منذ عقود في إيران ،الذي يمـكن أن يستمر لسنوات طويلة أو أن ينتهي خلال نصف ساعة.
ورغم ظهور عدد من المآسي من حين لآخر في الفيلم إلا أنه مسل وهو ما يظهر من ضحكات المشاهدين.
بالنسبة للمشاهد الألماني الفيلم يستحق المشاهدة لأنه يقتحم قوالب ثابتة لسكان بلد يتهم من قبل الغربيين بالتطرف.
وترفض المخرجة سودابه مورتيزاي - النمساوية ذات الجذور الإيرانية - التعليق على مشاهد الفيلم الذي يبلغ 84 دقيقة، وتقتصر في عملها على ترك أبطال الرواية يتحدثون عن زواج المتعة في مواقف متعددة.
فهذا هو زواج المتعة، يظهر عندما يريد زوجان إبرام عقد النكاح في مكتب زواج لمدة عام، وهي عملية بسيطة يتم خلالها توعية الزوج بأنه من حقه حسب المذهب الشيعي الزواج أربع مرات عادية، وإبرام أي عدد يريده من زيجات المتعة طالما امتلك ما يكفي من المال الذي يعول به زوجاته.
ثم يقوم الموظف المختص بملء استمارتين ويوجه تهنئة مقتضبة بحكم عمله قائلاً: "مبروك!".
يظهر الفيلم أن الإيرانيين لا يرون في زواج المتعة شكلاً من أشكال الحرية بل جزءاً من النظام القمعي في دولة دينية، ويصور استبداد الرجال. كما أن الكثير من النساء اللاتي يقررن دخول مثل هذه العلاقة (زواج المتعة) يفعلن ذلك لأسباب اقتصادية، فهن يلعبن دور "العاشقات" مقابل "المهر".
يبرز الفيلم بشكل مذهل السلطة سيئة السمعة لرجال الدين الإيرانيين والوعي الذاتي للنساء الإيرانيات.
فعندما ذهب أحد رجال الدين الشيعة لتناول طعامه في مطعم استهزأت به مجموعة من النساء على المائدة المجاورة.
وأكدت المخرجة أن هذا المشهد غير مفتعل وأن "الأغلبية الكبيرة من الإيرانيـين لم تعد شديدة التدين وتريد الانفصال بين الدين والدولة".