وبعد أن كان «الشيعة» في الوطن العربي مكوّنا متآلفا مع باقي المكونات الأخرى، كمذهب من المذاهب، يتعايش مع غيره ويحصل التزاوج لكون غالب الشيعة من قبائل عربية، إذ بالشحن «الطائفي» والتوظيف «الصفوي» يدقان «أسفينا» بينه وبين عمقه الوطني والعربي، والذي سيحتاج إلى عقود -وربما لقرون- حتى يعود إلى وئامه السابق والخاسر هم الأقلية.
وبعد أن كانت هذه الأقلية تدّعي المظلومية، إذ بالأكثرية تقع عليها المظلومية على يد المدعي للمظلومية، بعد أن صار يتحكم في العراق ولبنان وسورية واليمن، وسيكون لهذا في المستقبل مردود سلبي على الأقلية، ولن يدفع ثمنه الفرس بل العرب الذين صاروا مطايا لمشروع إمبراطوري مجوسي، لأن بقاء الحال من المحال، وكل يوم تتأخر فيه عودة الوئام والتكفير عن هذه المظالم، سيكون أثره في المستقبل أخطر في «وجدان» الأكثرية، التي تشكل أكثر من تسعة أعشار العرب والمسلمين، والمستفيد من هذه «الفتنة الطائفية» هم مثلث الأعداء «الصهيوني والصفوي والعثماني».