الكوميديا في السينما العالمية نادرة كعادة هذا التخصص الممتع، الفرنسيون لديهم جان بول بلموندو وهو من المدرسة التي تعتمد على الملامح في خلق حالة الإضحاك، مدرسة كلاسيكية بامتياز، وأول الخطوات على هذا الدرب الطويل وعلى ذات المنهج سار "جيرارد ديبارديه" شيئا من البلاهة في التعبيرات والمواقف المرتبكة، وبمستوى أقل "جاك ليمون".
أما هوليوود فانطلقت مبكرا مع الأفلام الصامتة.. نتذكر بضحك طفولي "شارلي شابلن" الإنجليزي بمشيته الهزلية وقبعته وعكازه، لكن هوليوود نبذته خلال مكارثية الخمسينيات، والتهمة كانت الأفكار الشيوعية، وهي لم تكن تهمة بل حقيقة، لكن الرواج الكبير للكوميديا ظهر مع الثنائي المرح "لوريل وهاردي"، ثنائي متناقض بدنيا نال الشهرة التي لم يحظ بها ثنائي آخر هو "أبوت وكاستيلو". لكن الستينيات جاءت بـ"وودي ألن" الذي تأثر به دريد لحام كثيرا ونسخ حتى ملامحه، قبل أن تضمحل الموجة في الستينيات لتعود لزخمها في الثمانينيات ليتسيدها "ستيف مارتن" الذي خلق نموذجا حافظ عبره على وهج لافت، خلطة موهوب يعرف أسرار هذا الفن الصعب، ثم لحقه "إيدي ميرفي" وتبعهم "جيم كاري" في التسعينيات، النازع لردود فعل جنونية، لكن قادما آسيويا هو "جاكي شان" خلط الكوميديا بالفنون القتالية والمواقف الصعبة.. اعتمد "شان" على الأطفال كجمهور ونجح، كما أعاد فن القتال الشهير "كونغ فو" بعد أن قدمه "بروس لي" في السبعينيات، "لي" كان كئيبا وصامتا وصارم الملامح، وهذا ما انتبه له "شان" جيدا منذ فيلمه "المعلم الثمل".
ذوى هذا الفن الرائع، فهوليوود لم تعد تصدر الضحكات فيما تجف منابعه حول العالم، اليوم تتجهم الكرة الأرضية وتستبدل الطرفات بالقنوط، يسرح ويمرح في الأستوديوهات تافه اسمه "ساشا بارون كوهين".. هذا فأل سيئ.