في السنوات القليلة الماضية شهدت الجامعات السعودية حراكا أكاديميا متنوعا, وجامعة الملك سعود كان لها نصيب كبير من هذا الحراك، وهذا لا يستغرب على جامعة لديها الخبرة الطويلة, والإمكانات البشرية المؤهلة والمتطلعة للإنجاز, والرقي بالجامعة, وكلياتها, وأقسامها, ومراكزها لمصاف الجامعات المتقدمة، كما أن الدعم المادي الذي تم توفيره في هذه الفترة لمشروعات الجامعة وبرامجها بدأ يؤتي ثماره, ونلمس نتائجه في كل يوم من خلال نشر الأبحاث في أوعية نشر عالمية متميزة, والحصول على براءة الاختراع والابتكار, واستقطاب العديد من العلماء المتميزين في مجالات حيوية مختلفة، والاستفادة من خبراتهم في المجال التدريبي, والبحثي, كما سعت الجامعة إلى إنشاء العديد من الكراسي البحثية، والحصول على داعمين لها كان خطوة ممتازة، وفي الاتجاه الصحيح في مجال تشجيع البحث العلمي، وتم تنفيذ العديد من الدورات وورش العمل لمنسوبي الجامعة بمختلف تخصصاتهم، ومؤهلاتهم, ولأفراد المجتمع كجزء من مهمة الجامعة في خدمة المجتمع.
كما أنجبت جامعة الملك سعود عددا من الجامعات الجديدة في الفترة الماضية مثل جامعة الخرج, وجامعة المجمعة, وجامعة شقراء, وهذا عامل قوي، بل حافز للجامعة على التركيز على تنفيذ خططها الاستراتيجية, وتحقيق أهدافها كما هو مخطط, وقد تم تحقيق عدد من الإنجازات المتلاحقة من خلال الجهود التي بذلتها إدارة الجامعة، والعاملون معها بجد وإخلاص، وعلى رأسهم معالي الأستاذ الدكتور عبدالله العثمان مدير الجامعة. وحقيقة الأمر كنت في بداية عمله بالجامعة متخوفا من أن يقابل تحمس معاليه، وتطلعاته بعدد من المشكلات من قبل عدم تفاعل زملائه في الجامعة معه، ومع طموحاته؛ حتى إن بعض الزملاء عندما سألته عن وضع الجامعة في بداية إدارته لها قال إن مدير الجامعة مقلع في طائرة "جامبو" ولا نعرف متى، وأين, وكيف سيهبط؟ فقلت له إنه أقلع ولديه خطة, وأهداف, وآليات للتنفيذ واضحة ومحددة, ومعه رجال يدرك تماما أنهم لن يخذلوه، وسيقفون معه، ويساعدونه لتنفيذ ما هو مخطط له، ويحقق أهداف الجامعة, وبالفعل نشاهد هذه الأيام محطات الهبوط لطائرة مدير الجامعة التي أقلعت وفق جدول زمني محدد على مدرج ساحة الاختراعات والابتكارات العلمية، والطبية، والتقنية, وعلى مدرج الطريق السريع لسيارة غزال-1, وهناك محطة أخرى على مدرج وادي الرياض للتقنية، كما أن هناك محطات هبوط على مدرجات أوعية النشر العلمي لأعضاء هيئة التدريس، حيث هناك حراك بحثي، ونشر في مجلات علمية لها سمعة علمية عالية، وهناك محطات أخرى، ومتنوعة سنراها, ونسمع عنها في الأيام المقبلة إن شاء الله تعالى في مجالات حيوية. وما تم إنجازه في "غزال" جامعة الملك سعود يؤكد، بل يدحر ظنون المشككين بأن التقنية، ونتاجاتها المختلفة تحول دون تحقيق إنجازات عديدة بأيد سعودية، فالإمكانات البشرية، والمادية، والمعنوية متوافرة في مؤسساتنا التعليمية، ولا يوجد عذر لهذه المؤسسات بعد ذلك.
وأرى أن الإنجازات التي تحققت في جامعة الملك سعود يمكن الاستفادة منها في الكثير من الجامعات السعودية, وقد يكون من المناسب أن يعرض معالي مدير جامعة الملك سعود تجربة، وإنجازات الجامعة في مؤسسات التعليم العالي المختلفة بالمملكة، وكيفية الاستفادة منها في مختلف المجالات, كما أن توقعات المجتمع من جامعة الملك سعود عالية, ويطمع إلى المزيد, ولا يكفيه غزال واحد بل نريد قطعانا من الغزلان مصنوعة بأيد سعودية بنسبة 100% , وقطعا ، وأدوات ، وأجهزة مصنعة محليا بالكامل ، كما يتطلع المجتمع إلى أسراب من الصقور تحلق في السماء، وعليها شعار جامعة الملك سعود، وشعار جامعات سعودية أخرى, فشكرا لجامعة الملك سعود وللعاملين فيها وإلى إنجازات علمية عالمية أخرى، والمجتمع ينتظر من الجامعات الأخرى مبادرات، وإبداعات تقنية، وطبية، وصناعية، وتطبيقية، وعلمية، وغيرها من الإنجازات المتنوعة.