اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه فسيح جناتك.. هنيئاً له الأثر الذي ترك والعلم الذي ينتفع به من خلاله». بمثل هذا الكلمات، أجمع الناعون، وهم يغردون منذ صبيحة الأمس، مودعين الكاتب وعضو مجلس الشورى السابق نجيب عبدالرحمن الزامل، الذي وافته المنية في ماليزيا بعد صراع مع المرض.
ولأنه فقيد الوطن الذي بكاه الوطن من الماء إلى الماء، لم تتأخر وزارة الإعلام في نعيه، قائلة «إن الساحة الإعلامية والثقافية فقدت الكاتب الكبير نجيب الزامل، الذي كان رائدًا أثرى الساحة بفكره وقلمه، وبإنسانيته وعطائه التطوعي.عرفناه زميلًا كريمًا، وكاتبًا صادقًا، مهمومًا بمجتمعه، محبًا لوطنه، غفر الله له وأكرم مثوبته، وأحسن عزاء أسرته وألهمهم الله الصبر والسلوان».
وإذا كان فعل التطوع مفهوما لما يستقر في الوعي الجمعي بالسعودية، إلا أنه حالما يذكر لا يمكن إلا أن يحضر مقترنا باسم الراحل الفقيد، الذي سجل طيلة مسيرته وقوفه بجانب الشباب، ووفاء لأهل الأحساء أنشأ جمعية تطوعية تضم مجموعة من الشباب والشابات للنهوض بالأعمال التطوعية في المحافظة تحت مسمى «فريق أولاد وبنات الأحساء التطوعي»، حتى عد «رجل التطوع الأول في المنطقة الشرقية».
رحل الزامل، تاركا في قلوب المئات بل الآلاف من محبيه، وقرائه غصة طويلة، تمتد من أعلى نخلة في الأحساء، لأخضر نخلة في طيبة الطيبة، رابطة وطنيته الفذة التي ظل يسعى خلفها بكل حب، مشمولا بدفء العائلة التي كلمت قلوبها وهو يرحل بين أيديهم بعيدا عن تراب الوطن الذي أخلص له، أثناء رحلة عائلية، إثر معاناة مع مرض الكلى. وفيما استعاد مغردون، تغريدة للزامل، كتبها قبل عام قال فيها «الموت حق لا نخافه، الذي نخافه هو أن تموت أشياء بداخلنا ونحن أحياء. فلا ندع الإيمان بالله، والاتكال عليه، والصبر على حوادث الزمن، يموتون داخلنا، ولا ندع الأمل بأن الأجمل قادم يموت بداخلنا، ولا ندع العطاء والحب يموتان داخلنا.. وأن ندع الشمس تدخل لتطهر قلوبنا»، وبدا وكأن الراحل الكبير، كان قد أعد للرحيل عدته، بكل ما أنجزه وقدمه لوطنه، كيف لا، وهو من عمق شجرة التطوع في بساتين العطاء، مخلفا وراءه أجيالا لا يمكن إلا أن تدعو له بالرحمة والمغفرة مع كل «فسيلة تغرسها»، في دروب كان الزامل هو مشعلها، مضيئا كل الطرقات أمامهم.
ولد في مدينة جدة
تخصصه الجامعي في الإعلام
عمل في جريدة الرياض
رأس عدة فعاليات اجتماعية
انضم لمؤسسات دولية تعمل في النشاط الاجتماعي
عين عضوا بمجلس الشورى عام 2012