مما لا شك فيه أن تصفية «سليماني»، قائد الميليشيات الإيرانية في الخارج، تعدّ ضربة قوية وغير متوقعة، وتدل على تغير في الإستراتيجية الأميركية، وعزم على حزم استباقي وتصفية حسابات وضربة بضربة، خصوصا بعد صبر واشنطن على 10 اعتداءات عليها في العراق، وفي الـ11 ضربت ميليشياته في القائم بقوة، فردت إيران بالاعتداء على السفارة الأميركية، فردت واشنطن الصاع صاعين، فقضت على ذراع طهران، وعلى ذراع الذراع في بغداد، وما دام الأمر وصل إلى هذا الحد فستستمر الضربات بين الطرفين حتى يرضخ أحدهما، وبالتأكيد لن يكون ترمب.

والذي يهمنا هو أثر هذا التطور على أمننا الوطني والإقليمي والقومي، والذي أراه «إيجابيا»، حيث المزيد من الوعي الشعبي بتدخلات إيران وتركيا، وانحسار الصفوية والعثمانية في الأقطار العربية، وأعتقد أن الأيام المقبلة -مهما كانت صعبة- إلا أنها ضرورية لعمليات جراحية لمعالجة 4 عقود من التغلغل الفارسي، وإن كان سقط سليماني فلديهم غيره، ولكن العبرة بمرتزقته في الوطن العربي.

والأهم أن نستفيد من هذه الأيام، بكشف المزيد من خونة الأوطان وعملاء إيران، فأي عربي يكون ولاؤه لغير وطنه وعروبته، فضلاً عن عدوهما، فهو خائن ويجب الحذر والتحذير منه.


فموقف حماس والجهاد وبعض الأنظمة العربية، يؤكد الخيانة على حساب القضية الفلسطينية والمصلحة القومية، التي طالما زايدوا على غيرهم فيها، وهم الذين يتاجرون بها كما تاجروا بأرواح العرب.