بعبق تاريخي يعود رمضان كل عام إلى المنطقة التاريخية بجدة "البلد" بليال لا تمضي مثلها في بقية الأشهر، المنطقة التي تتسم بندرة الزائرين 11 شهرا في السنة، تشهد في رمضان حركة كثيفة من قبل الزائرين، حتى أصبحت المقصد الأول لسكان جدة وزائريها والمعتمرين من خارج المملكة وبعض السياح الأجانب.
فالطريق من سوق الندى إلى شارع قابل إلى المراكز التجارية الضخمة في نهاية البلد تأخذ الزوار تدريجيا من إرث الماضي الجميل للمملكة لتسوقهم في النهاية إلى الحاضر الزاهي. أناس عاديون يمضون في الطريق إلى جانب الوزراء والمسؤولين وقناصل الدول وأطياف المجتمع كافة.
حكاية العشق الرمضاني لمنطقة البلد أصبحت السر الذي لم تستطع الجهات المعنية بالمنطقة وهيئة السياحة فك رموزه، وإن أشار بعضهم كما يقول رئيس بلدية المنطقة التاريخية المهندس سامي نوار إلى أن السبب في كثافة الزوار يعود إلى روحانية رمضان وذكرياته في المنطقة.
وأضاف: أن الزائرين يعودون لتذكر ماضيهم الجميل وذكرياتهم الرمضانية التي يحرص البعض على التمسك بها، لافتا إلى أن المنطقة تعدت كونها مقصدا لأهالي جدة لتصل إلى زوار العروس كافة خلال شهر رمضان سواء من مصطافي الداخل أو قاصدي العمرة من خارج المملكة.
وأوضح أن وزراء ومسؤولين وأعيان المجتمع يفضلون زيارة المنطقة خلال هذه الليالي ليعيشوا روحانية الشهر الفضيل، مشيرا إلى توجيه دعوات من بلدية المنطقة التاريخية لقناصل الدول غير المسلمة العاملين في جدة للإفطار في المنطقة التاريخية وفي بيت نصيف تحديدا.
وأفاد بأنهم يطلعونهم على العادات الرمضانية من خلال برنامج معد لذلك، موضحا أنهم يصلون للمنطقة التاريخية مع العصر ويظلون في بيت نصيف حتى سماع آذان المغرب ليتناولوا التمر والماء حسب السنة النبوية، ويقدم لهم شرح عن الصوم والعادات الرمضانية وسماحة الإسلام، ومن ثم يتناولون الإفطار الذي يكون من تاريخ جدة وعادات أهلها.
ولفت نوار إلى أنهم يفتحون خلال شهر رمضان "بيت نصيف"، الذي يعد متحفا تاريخيا أمام الزائرين مجانا، حيث يسمح لهم بالتقاط الصور التذكارية.
وأشار إلى أن البيت يتكون من دورين، يحوي الدور الأول حكاية المنطقة، من تاريخ آدم عليه السلام حتى العهد السعودي الحالي، ويحكي كذلك تاريخ الحج والعمرة وتاريخ مدينة جدة، ويحوي قطعا أثرية نادرة تعود إلى عدة عصور مختلفة، والدور الثاني يضم مجلس الملك عبدالعزيز، كاشفا عن استعدادات أمانة جدة من أجل تهيئة المنطقة للزوار، من حيث إعادة رصف الطريق الذي أنجز بنسبة 80%، وكذلك تركيب الفوانيس والتيازير، وزيادة أعداد حاويات النفايات وتكثيف عدد العاملين في مجال النظافة.