أعتقد من خلال المشاهدة ـ ومن خلال التجربة أيضا ـ أن الاقتراب من المجال الرياضي هو نوع من الاحتراق!
في السعودية حينما تريد معاقبة نفسك عليك الاقتراب من الوسط الرياضي.. حينما تريد العقاب أكثر اقترب أكثر!
لا أعرف على وجه التحديد ما الذي يتعرض له الكاتب الرياضي في المملكة.. أكاد أجزم أنه شيء لا يمكن تصوره..
العين الفاحصة لا يمكن أن تخطئ حالة الاحتقان العجيبة المسيطرة على الجمهور الرياضي في المملكة خلال السنوات العشر الماضية..
كلنا كنا رياضيين في السابق.. نعشق كرة القدم ونتابعها ونشجع أنديتنا لكن الأمر ينتهي بانتهاء الحدث.. فلا يشاركنا بقية تفاصيل حياتنا الأخرى.
لم أحضر اليوم لأقدم لكم وجبة توعوية.. تحدثنا كثيرا عبر كل الوسائل دون جدوى.. أي حلول توعوية لم تعد مجدية، لا يمكن لك القضاء على المشكلة طالما أنت تعالج آثارها.
من هنا أقول اليوم ـ وعن قناعة تامة ـ إن أكثر أشخاص تجب مساءلتهم من وجهة نظري في المملكة هم رؤساء أندية النصر والهلال والاتحاد والأهلي.. ورؤساء الأقسام الرياضية في الصحف السعودية.. هؤلاء بيدهم فتيل التعصب، ولو أرادوا لنزعوه واراحوا المجتمع من مضار التعصب.
يفترض أن يستشعر هؤلاء دورهم التربوي ويبتعدون عن التصريحات الإعلامية نهائيا، ويكتفي الرئيس بمؤتمر صحفي نهاية كل موسم رياضي.. هناك متحدث رسمي باسم النادي مهمته هي الرد على أسئلة وسائل الإعلام بتحفظ شديد.. والأمر ينسحب على بعض رؤساء الأقسام الرياضية.
أما إذكاء نار التعصب وإثارة الجمهور الرياضي من خلال تصريحات استفزازية أو مانشيتات ملونة، فهذه ممارسات مرفوضة.. التعصب ظاهرة سيئة عواقبها وخيمة أقلها تفتيت المجتمع وإضعافه.. وبت متأكدا أن إخفاقاتنا الرياضية على المستوى الدولي هي أحد إفرازات هذه الممارسات.. إن تركنا الأمر دون معالجة فعلية جادة سنصحو يوما على أخبار مؤسفة.