عقب تبينها واحدة من أكثر الهجمات دموية أودت بحياة 81 شخصاً مطلع الأسبوع، اعتبر محللون أن حركة الشباب الصومالية التابعة لتنظيم القاعدة رغم خسارتها أراضي كانت تسيطر عليها، وفرار عدد من عناصرها وضربات جوية أميركية، إلا أنها لا تزال رغم ذلك تشكل خطرا كبيرا في ظل ضعف السلطة المركزية الصومالية.

ورغم سنوات من الجهود المكلفة لمكافحة الحركة الإرهابية، إلا أنها تمكنت مرة أخرى من تفجير مركبة محملة بالمتفجرات في مقديشو؛ ما أدى إلى مقتل 81 شخصاً السبت، في واحدة من أكثر الهجمات دموية في العقد.

ضربات أميركية


ويقول مات برايدن مدير مركز ساهان الذي مقره نيروبي "السمة الحقيقية لحركة الشباب هي قدرتها على الاستمرار"، وأضاف "لقد قتل قادة في الحركة في ضربات بطائرات مسيرة، ومداهمات لقوات الكوماندوز، كما قتل العديد من صانعي القنابل، ومع ذلك تواصل الحركة شن حرب تقليدية وحرب عصابات ضد قوات العدو، وبناء القنابل، وتأسيس بنية تحتية مالية وإدارية سرية وفعالة"، وقال برايدن إن قدرة الحركة التابعة لتنظيم القاعدة على إلحاق خسائر جسيمة في الصومال ومناطق أخرى في المنطقة، تبرز هشاشة الحكومة المركزية الغارقة في الخلافات والتي تركز على البقاء في السلطة أكثر من تركيزها على محاربة الإسلاميين.

وقال موريتي موتيجا خبير شؤون القرن الإفريقي بمجموعة الأزمات الدولية "لقد كسبوا الدعم من خلال التخيير أو الإجبار. لديهم إمدادات ثابتة من التمويل من خلال شبكة من الضرائب والابتزاز"، إذ جاء في تقرير لفريق خبراء تابع للأمم المتحدة في نوفمبر أن نظام الضرائب على طريقة "المافيا" للمجموعة سمح للحركة بتوليد إيرادات حتى في المناطق التي لا تسيطر عليها، مثل ميناء مقديشو.

قدرة الحركة

وفي مؤشر على قدرة الحركة على التسلل إلى المؤسسات الحكومية، تبين أن انتحارية فجرت نفسها في المكاتب الحكومية في مقديشو في يوليو، مما أسفر عن مقتل رئيس بلدية المدينة، كانت موظفة تعمل تحت هوية مزورة.

وتحول مقاتلو الحركة إلى تصنيع متفجرات محلياً، وكانت بعض من أكثر هجمات الحركة دموية في السنوات الأخيرة، مثل تفجير شاحنة مقديشو عام 2017 الذي خلف 512 قتيلاً، فيما تمكنت حركة الشباب أيضاً من توسيع شبكتها في المنطقة، خاصة في كينيا التي عانت من عدة هجمات مدمرة ردا على قيامها بإرسال قوات إلى الصومال في عام 2011.

وفي يناير 2019، قُتل 21 شخصاً في حصار لأحد فنادق نيروبي الراقية، كان معظم منفذيه من نشطاء حركة الشباب المولودين في كينيا.

أكبر الأخطاء

وقال موتيغا إن أحد أكبر الأخطاء التي ارتكبت في القتال ضد حركة الشباب، هو أنه غالباً ما تم طردهم من القرى دون "خطة قابلة للتطبيق لما سيحدث لاحقًا".

ومع مغادرة حوالي 20 ألف جندي من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي المقررة في 2021، يقول المحللون إن الجيش الوطني ليس جاهزاً على الإطلاق، ربما بسبب قيام بريطانيا وتركيا والاتحاد الأوروبي بتنظيم برامج تدريب منفصلة للجيش، وقال برايدن "لا نرى أنه ستظهر قوة أمنية متماسكة يمكنها أن تواجه الشباب خاصة إذا انسحبت قوات الاتحاد الإفريقي".

العقبة الرئيسية

إلا أنه قال إن العقبة الرئيسية أمام قتال حركة الشباب هو أن ذلك لم يكن أولوية للحكومة المركزية التي تعيش خلافات سياسية مع حكومات الولايات، وركزت على السيطرة على الإدارات المحلية في مسعى لتعزيز فرصها في إعادة انتخابها في الانتخابات البرلمانية المقررة في 2020 والرئاسية في 2021.

وقال برايدن إن عدداً أكبر من موارد الشرطة والجيش الوطني يتم نشرها حالياً لتأمين عملية انتخابية في منطقة غالمودغ الوسطى بدلاً من نشرها في العمليات الهجومية ضد حركة الشباب، وأضاف "هذا يعني أن الحكومة التي تتلقى الغالبية العظمى من الدعم والموارد الدولية لمحاربة الشباب قد صنفت تلك المعركة في أفضل الأحوال على أنها أولوية ثانية".

لماذا لا تزال الحركة قادرة على تنفيذ هجمات دموية؟

- ضعف الحكومة جعل الحركة تشكل خطراً مستمراً

- حصول الحركة على التمويل عبر شبكة ضرائب وابتزاز

- قدرة الحركة على التسلل إلى المؤسسات الحكومية

- قتال الحركة الإرهابية ليس من أولويات الحكومة