كتاب "العقل الكوني"، من أهم كتب الباراسيكولوجى، شعاره لمن أراد منه نورا:

"دعنا نملك فكرا جديدا وإدراكا وأفقا واسعا"، تشير مقدمة الكتاب إلى أن الناس لا يعرفون الحقيقة ولا يفطنون لها، ويخطئون في اعتبار أن أفعالهم واعية وهى في الحقيقة ليست سوى أفعال وردود أفعال أتوماتيكية صادرة من عقولهم الباطنة، إنهم يفضلون الاقتناع بما تقول عاداتهم وتقاليدهم وما تمليه عليهم السلطة الاجتماعية بجميع مظاهرها، ويسلمون بالمنهج العلمي السائد الذي لا يبحث إلا في نصف الحقيقة فقط، ولا يعون تحليل الأشياء وإيجاد الحلول الجديدة لصالحهم، ونتيجة لهذه البرمجة العامة يعرف السياسيون والإعلاميون وغيرهم حقيقة قول: قد يظهر الفرد أحيانا بعضا من الحكمة والذكاء في سلوكه وتوجهه لكن المجتمعات والشعوب دائما ما أظهرت الغباء. فكرة تنتشر بين الشعوب كالوباء يؤمن الناس بها وتسيطر على عقولهم... تصبح حقيقة مهما حاول بعض العقلاء تكذيبها لم ينجحوا.

ويسمى عالم النفس (كارل يونج) هذه الحالة بـ (القناع) وقد يدافع البعض عن هذه القناعات ليست لأنها حقيقة ولكن لأننا تعودنا عليها منذ ولادتنا.

يستمر المؤلف في دفعنا إلى الحقيقة، مشيرا إلى أنه لا توجد حقيقة مطلقة، وما نعتقد أنه حقيقة قد يكون وهما، ومع ذلك لا يزال الناس يجدون صعوبة في تصديق أن العالم هو كما نراه من النظرة الأولى، فلا يهم إذا كان الضوء موجها، أو أن العالم متعدد الأبعاد، مهما كانت حقيقة هذه الدنيا، فنحن رأيناها ونراها الآن، جئنا إليها ووجدنا الكثير من المشاكل الحياتية بانتظارنا، ففرض علينا أن نكون عمليين أكثر.. وواقعيين أكثر.. دنيويين أكثر.. فلا وقت للتأمل والتعمق.

قد يكون هذا الكلام صحيحا ومنطقيا، ولكن إن صارت الدنيا هكذا سنكون سطحيين فى تفكيرنا وسلوكنا، وإن لم نخترق هذا الحاجز الفكري الوهمي ونتعمق فى خفايا الحياة الغامضة، سوف نبقى دون عمق. ففى العقل الباطن ما يسمى الحاجز أو (حاجز العقل) ولا يمكن للأفكار أن تخترق بسهولة فعند ولادة الطفل لا يكون هذا الحاجز موجودا، ولكن مع مرور الزمن وبالبرمجة يبدأ الحاجز في التكوّن، ويبدأ في اكتمال الحاجز عند سن السابعة، وفى هذه السن يبدأ الطفل بقدرته على التصفية فيبدأ في نقل المعلومات ورفض الأخرى.

تصل إلينا الحقيقة مشوهه لأنها تتم غربلتها. إننا مخدوعون وليس من الضروري أن يكون المنطق السائد هو المنطق الحقيقي، فالمعلومات الجديدة ـ دائما ـ لا يقبلها العقل بسهولة ولكن يمكن المرور بها لأن هناك إشراقة روحية قد تشرق في عقل أحدهم إن كتب له هذا.