انطلقت فعاليات موسم «شتاء طنطورة» التي تمتد على مدى 12 عطلة نهاية أسبوع، بدأت من 19 ديسمبر 2019 وتنتهي في 7 مارس 2020، في محافظة العلا المتحف النابض بالحياة منذ آلاف السنين، والتي تضم كوكبة من العجائب الطبيعية والبشرية التي تنتشر عبر أرجائه، وتعد زيارتها بمثابة السفر في رحلة عبر الزمن للتعرف على المواقع التاريخية التي حُفظت على مر القرون، وتزخر بإرث بشري يعود إلى 200 ألف عام، لم يستكشف معظمه بعد.

ملتقى حيوي

تعرف وفد إعلامي ضم ممثلين للصحافة السعودية والخليجية والعالمية خلال زيارة نظمتها الهيئة الملكية للعلا، على تلك الأودية التي أصبحت ملتقى حيويا على طول طرق تجارة البخور الشهيرة الممتدة من جنوب شبه الجزيرة العربية شمالا باتجاه مصر وما بعدها. حيث انتشرت في أرجائها الواحات الخضراء التي رحبت بضيوفها من المسافرين ووفرت لهم الماء الغذاء وجميع سبل الراحة، فذاع صيتها بين المسافرين حتى غدت محطة يضعون فيها رحالهم ويجددون نشاطهم، كما وقف الوفد على معالم العلا عاصمة مملكتي «دادان» و»لحيان» القديمتين اللتين كانتا تسيطران على تجارة القوافل.


فيما كان موقع «الحِجْر» الذي يشكل العاصمة الجنوبية للمملكة النبطية التي اشتهرت بواجهاتها الصخرية المنحوتة والباقية شامخة حتى يومنا هذا، إضافة للبلدة القديمة في العلا التي تميزت اليوم بأزقتها المتقاربة وبيوتها المتجاورة، التي تحيط بها واحات النخيل وما تبقى من آثار العيون المائية التي كانت تمد أهالي العلا ومزارعهم بالمياه طوال العام.

مناخ معتدل

تتمتع العلا بمناخ معتدل طوال 9 أشهر في السنة على الأقل، حيث تتمتع بدرجات الحرارة المنخفضة والهواء المنعش بسبب ارتفاعها، مما يجعلها مكانا رائعا لممارسة الأنشطة الصيفية. كما يمكن الاستمتاع أيضا بدرجات الحرارة المعتدلة في بساتين النخيل الوارفة داخل الواحة، ويمكن أن يؤدي الارتفاع الذي يطرأ على درجات الحرارة إلى تغير ملحوظ في معدل درجات الحرارة السنوية في جميع أنحاء المنطقة؛ ويختلف معدل درجات الحرارة بين المناطق المنخفضة والمناطق المرتفعة ليصل إلى 12 درجة مئوية، وتختلف درجات الحرارة اختلافا كبيرا حسب فصول السنة. وتشكل العلا موطنا لسلسلة من المواقع التاريخية والأثرية وعاصمة للمملكتين الدادانية واللحيانية.