وضعت حادثة تبادل إطلاق النار بين جنود لبنانيين وإسرائيليين في منطقة الوزاني، لبنان في مهب العاصفة، خاصة في ظل التهديدات الإسرائيلية المستمرة.
وعبر الممثل الخاص للأمم المتحدة في الشرق الأوسط مايكل وليامز بعد لقائه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، عن تخوفه من نشوب حرب جديدة، قائلا إن أية حادثة مماثلة لاشتباك الوزاني يمكن أن تتسبب في حرب "خلال ساعات قليلة".
ورصدت "الوطن" في الجنوب أمس، استنفارا عسكريا لدى الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، إضافة إلى قطع الكثيرين ممن قدموا إلى الجنوب من خارج لبنان عطلاتهم الصيفية.
أشاعت تصريحات الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الشرق الأوسط مايكل وليامز عن أن أي حادثة مماثلة لاشتباك الوزاني عند الحدود الجنوبية بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي يمكن أن تتسبب في حرب في خلال ساعات قليلة، قلقا وريبة. وكان وليامز أبلغ توقعاته إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس.
وبالفعل فإن التوتر يسيطر على منطقة الجنوب إثر الاشتباك أول من أمس حيث لا يزال الاستنفار العسكري في مواقع الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.
وتظهر جولة ميدانية في منطقة مرجعيون القريبة من الوزاني حجم القلق الذي يعيشه السكان بعد أن كان الآلاف من اللبنانيين المغتربين قد حلوا في قراهم لقضاء فصل الصيف. وفي ردات فعل فردية فضلت بعض العائلات الانتقال إلى بيروت خوفا من تدهور محتمل على المستوى العسكري، كما حصل مع لبنانية قدمت باريس لقضاء فصل الصيف في مرجعيون.
وفيما يظهر قرويون في مدينة الخيام الحدودية حماسة زائدة لحظة الحديث عن توقع عدوان إسرائيل، فإن سكان قرية القليعة المقابلة للخيام (سكانها مسيحيون)، يظهرون هلعا غير عادي من حصول أي حرب. ويقول أحد المارة في الشارع الرئيسي إنه يتوقع أن تفتح أبواب الجحيم هذه المرة. وحسب رأيه فإن " إسرائيل ستزيل الجنوب من الوجود". يضيف "سنكون ضحايا الحرب هذه المرة والله وحده يعلم إلى أين سيجرنا حزب الله وحكومة سورية."
ويختلف المشهد بعيدا من القليعة، حيث يوجد أنصار حزب الله فالكبير والصغير سيبلغك بأنه مستعد لمحاربة إسرائيل.
لقد استسلم قرويو الجنوب إلى مرور الطائرات فوق رؤوسهم يوميا. تعايشوا مع هذه الأسراب الطائرة ليل نهار تراقبهم وترصد حركتهم اليومية. "لكننا لا ننام يقول شاب في بنت جبيل". توقفنا لنشرب الماء في سوق المدينة وسألنا الشاب عن الحياة في ظل التهديدات الإسرائيلية. فقال: صحيح هم فوق رؤوسنا وعلى مرمى حجر إلا أن المقاومة ترصدهم وتراقبهم ومستعدة لهم. وأضاف: لن نسير باتجاه بيروت هذه المرة . سوف نبقى هنا حتى الرمق الأخير مع الجيش والمقاومة.
وعما إذا كان يثق بالجيش اللبناني لمواجهة إسرائيل قال الشاب بغضب: لم لا. هل تشككون بالجيش؟ ألم تر ما حصل في العديسة منذ فترة كيف قاوم الجنود ببسالة؟!
تبدو وادي الحجير القريبة من مجموعة قرى كالصوانة وخربة سلم كواد للشياطين والوحوش الكاسرة. هناك حدثت المجزرة الهائلة ضد رتل كبير من الدبابات الإسرائيلية عام 2006. وعلى الرغم من الثقة البالغة بالمقاومة يقول القرويون هناك إنهم يتوقعون ألا ترسل إسرائيل دباباتها هذه المرة بل مئات الطائرات لتدمير الحياة بالكامل. ويقول سائق شاحنة إن كل ما بناه السكان هنا سوف يذهب أدراج الرياح إذا ما وقعت الحرب معربا عن قناعته بأن ما سيحصل لن يكون في صالح الأهالي.
حديث الحرب في الجنوب على كل شفة ولسان. إنه الهاجس الكبير والسؤال الأول وسط شعب عانى المرارات والخسائر على مدى عشرات السنوات الماضية. إلا أن السر في تلك المناطق هو طغيان روح الاستعداد للتضحية لدى الشريحة الأكبر من السكان، ربما لأنه لم يعد أمامهم من عمل آخر سوى انتظار حرب أخرى تلي الحرب التي سبقت.