لأن ما يسمى بـ"الراب" يرفع الضغط فعلا، فالنمط الغربي منه غريب عنا، والعربي معظمه غير مقنع، أجدني أنحاز إلى رأي الفنان ناصر القصبي ضد رأي معارضيه، بعد الخلاف حول هذا "الراب" مع بداية الموسم الثاني الذي انطلق أول من أمس لبرنامج المواهب العربية Arabs Got Talent على قناة mbc4، ووصف القصبي لـ"الراب" بأنه "يرفع الضغط"، وبالطبع لمخالفي القصبي مثل مقدم البرنامج "قصي خضر" وصحبه رأي معاكس تماما، بل إن مثل هذا القول "يرفع ضغطهم".

العضو الجديد في لجنة التحكيم ناصر القصبي كان صريحا لدرجة نسيان عضويته التي تستدعي بالضرورة عدم إطلاقه حكما قطعيا على لونٍ له من يؤدونه ويعجبون به، وهناك من استعدوا للمشاركة به في المسابقة، ورأي عضو لجنة التحكيم المحبط لهم قد يغير موقفهم من المشاركة أو يجعلهم يضعون احتمال الفشل أولا، ما يؤثر على أدائهم فـ"يرفعون ضغط" ناصر وضغط من يؤيدون رأيه أكثر مما كانوا يفعلون... وكأننا "ناقصين رفع ضغط" مما يعرض على الشاشات المنوعة.. والإخبارية أيضاً لدرجةٍ صار بها من يبتعد ساعة عن الأخبار يشعر أنه قد ارتكب إثما بحق شعب يذبح منه العشرات يوميا، وقدم فنانو "الراب" منه عشرات الأغنيات ضد طاغيتهم لكنها لم تتمكن من خفض "الضغط المرتفع" الناجم عما يرتكب بحق شعب نابض بالإبداع، رسَم تكوين الحرية ويصر على أن يكمل لوحته.

وبعودة إلى حكاية "الراب" وما أثير بعد رأي القصبي على مواقع التواصل الاجتماعي من جدل لن يسفر عن شيء سوى طرح الآراء، وسيظل كل صاحب موقف على موقفه لأن الذائقة أمر لا يمكن تغييره بسهولة. وحديث القصبي شبه الاعتذاري خلال الحلقة ثم ترشيحه لثنائي "الراب" السعودي لا يتجاوز كونه تطييب خاطر الذين "رفع ضغطهم" برأيه الواضح.

ولمن يقول إن "الراب" فن يحاكي هموم الحياة اليومية ولا يوجد له مشابه في الغناء العربي، أقول إننا لو أردنا لفعلنا، وما بعض أعمال زياد الرحباني وبعض أغنيات فيروز في مرحلته إلا محاكاة للحياة والهموم اليومية وأهم الفوارق بينها وبين "الراب" أنها "لا ترفع الضغط" وتنساب إلى أعماقنا بصوت فيروز، مثل "البوسطة" و"كيفك أنت".