ما تزال صورته تسكن ذاكرتي، وكلماته تتأرجح في مسمعي، كانت كلمات تحمل كل ما في الحياة من حنين.
ودعته ولملمت مواجعي ورحلت، وأسئلة الدنيا تشتعل في داخلي عنه وعنا.
أن يستيقظ ابنك ذات نهار فيجد نفسه بلا أب ولا منزل ولا ألعاب.. وقد انتزع من مدرسته ومن بين أصدقائه .. وكل ذلك وهو لا يعلم لماذا؛ هو ما ستشعر به حين تلتقي بمحمد.
طفل الثامنة محمد الحمود كان يسير وراء والدته في متاهات التشرد، وهو لا يعلم المصير الذي دفعهم إليه طغيان حاكم لم يجد حتى اللحظة من يوقفه.
ساقني القدر لألتقي به في المنزل الذي استأجرته والدته بمدينة عمان بكل ما تبقى لها من مال، بعد أن شتتهم النظام السوري البشع، وجعلهم ينزحون بحثاً عن الحياة بأمان وكرامة.
الوجع السوري الذي يمر أمامنا كل يوم عبر شريط الأخبار أسفل شاشات الفضائيات يرسخ في وعينا ولا وعينا مدى الهوان الذي وصلنا له كمسلمين، ومدى الطغيان الذي يمارس علينا من بعض العصابات التي وصلت للحكم في غفلة من التاريخ، بدعم ومساندة الأعداء.
لا يمكن أن نبتسم للعالم الذي يصمت الآن أمام الإجرام الأسدي ونحن نشعر بالحنق، ولا يمكن أن نصافح ونحن نطعن، ولا يمكن أن نؤمن بالسلام ونحن نحارب.
اليوم، تواصل المملكة وقفتها المشرفة مع إخوتنا في سورية عبر الدعم الإنساني الذي يرافق موقفها السياسي المعلن والداعم لنضال الشعب السوري الباحث عن الكرامة والحرية، والذي يدين الإجرام الذي يمتهنه النظام الأسدي؛ ويجب أن نشارك جميعاً بهذا الدعم عبر التبرع بكل ما نستطيع.
القضية السورية هي قضية كل إنسان يؤمن بحق الشعوب في الكرامة والحرية بغض النظر عن معتقده وفكره؛ وتتضاعف أهميتها بالنسبة للمسلمين.