أكد مختصون أن الصناعات البلاستيكية السعودية ستنمو بوتيرة عالية خلال السنوات القليلة المقبلة، خصوصا عقب تصدرها قائمة الصادرات السعودية بعد النفط، مؤكدين الحاجة إلى إنشاء مراكز جودة للصناعات التحويلية والصناعات البلاستيكية.

ولفت هؤلاء خلال حديثهم إلى "الوطن" إلى أن وجود الدعم الحكومي والمواد الأولية في السوق السعودية يجعل الصناعات البلاستيكية تملك ميز نسبية مقارنة بمثيلاتها في دول العالم، مبينين أنه يأتي ذلك في ظل توجه المملكة نحو تطوير القطاع الصناعي وتدفق الاستثمارات في الصناعات التحويلية بالإضافة إلى التطورات التي تشهدها الشركات الكبرى كشركتي "أرامكو السعودية" و"سابك".

و قال رئيس المجلس التنفيذي لمركز تنمية الصادرات بمجلس الغرف السعودية الدكتور عبدالرحمن الزامل :"إن التصنيف بين قطاع المنتجات البتروكيماوية وقطاع منتجات المواد يسمى تصنيفاً فنياً والمنتجات البلاستيكية الأولية هي عبارة عن المواد البتروكيماوية".

وبين الزامل أن قيمة صادرات المواد البلاستيكية في السعودية تجاوزت لأول مرة صادرات المواد البتروكيماوية، لتصبح أكبر مصدر لإيرادات الصادرات غير النفطية، مشيراً إلى أن إجمالي الصادرات غير النفطية كان قد بلغ 36 مليار دولار، مرتفعًا عن مستويات عام 2009 التي جاءت في حدود 29 مليار دولار، بسبب ارتفاع حجم الاستثمار في هذا القطاع الصناعي.

وأضاف الزامل: "التقارير الاقتصادية تعكس واقع التطور إذ بلغت القيمة الإجمالية للصادرات في عام 2010 نحو 251 مليار دولار، مرتفعة بنسبة 31 % عن عام 2009، لكنها تقل عن أعلى مستوياتها تاريخياً البالغة 313 مليار دولار التي سجلتها عام 2008، وذلك نتيجة لارتفاع أسعار النفط الذي يشكل نسبة 85 من إجمالي إيراد الصادرات".

وأشار الزامل إلى توجة المملكة نحو القطاع الصناعي والاستثمار في الصناعات التحويلة، مضيفاً "أصبح في المملكة العديد من المصانع التي تنتج المواد البلاستيكية، وسوف تبلغ الزيادة في المنتجات غير النفطية حوالي 30 % خلال السنوات الثلاث المقبلة، بسبب وجود 14 شركة عملاقة تنتج المواد البلاستيكية والبيتروكيماوية، إلى جانب الشركة الكبرى الي يتوقع إن تنشأ بين شركتي أرامكو وسابك لإنتاج المواد البتروكيماويات والمواد البلاستيكية".

وقال الزامل إن التطورات التي تشهدها المملكة في الصناعات مؤشر يؤكد أن اقتصاد المملكة ينمو بقوة، كما يدلل على ارتفاع قيمة صادرات المواد البلاستيكية، متوقعاً أن تكون الزيادة في حجم الإنتاج تقابل التوسع في الطلب في دول العالم .

وبين الزامل أن الاكتشافات الجديدة للغاز غير المصاحب تكشف عن طاقات ضخمة في مناطق أخرى في المملكة مما يعني تنوع ونمو حجم المنتجات الصناعية؛ مما ينعكس إيجاباً على حجم الصادرات.

من جانبه قال الخبير الاقتصادي عبد المحسن البدر أن المملكة تشهد مرحلة انتقالية إيجابية بتدفق الاستثمارات وتطور الإنتاج غير النفطي، مما يوجب مواكبة التغيرات العالمية على مستوى الإنتاج، لامتلاك المملكة جميع المواد الأولية لصناعة المواد البلاستيكية.

ولفت البدر إلى تحرك المملكة لتكثيف عمليات التصدير للخارج بنسب عالية خلال الأعوام الأخيرة بعد ما كانت النسبة لا تتجاوز 2 % في السوق العالمية، رغم امتلاكها للمواد الأولية غير النفطية.

وقال البدر :"لا بد من دعم القطاع الصناعي بطرق غير تقليدية لوجود فرصة كبيرة للخروج بقيمة مضافة للمنتجات البتروكيماوية والمواد البلاستيكية باستغلال المواد الأولية الاستغلال الأمثل لتوفير صناعات أولية متميزة".