ظاهرة التخوين
من جهته، ذكر الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور إياد مدني لـ«الوطن»، خلال مشاركته في المؤتمر، أن ظاهرة التخوين التي تفشت بشكل كبير وملحوظ في المجتمعات العربية في فترة من الفترات، انحسرت بعض الشيء في الفترة الأخيرة، وذلك خلال مشاركته في مؤتمر «فكر 17» المقام حاليا في الظهران.
أسس متينة
أوضح أن التنمية تعتمد على التعليم ونوع التعليم ومدى الاستفادة منه، حيث ينبغي علينا أن نحدد حاجتنا لكل مجال وتخصص، مع التنوع في التخصصات الممنوحة بين كل جامعة وأخرى وبين كل منطقة وأخرى، حسب الحاجة التي يحددها وضع كل منطقة وحاجتها، لنحصل على تنمية مبنية على أسس متينة.
تخصصات مطلوبة
وبين أن هناك توسعا في الجامعات وفي الدراسات الجامعية، مع قلة في تنوع وتعدد التخصصات المطلوبة لسوق الحاجة، والتي يحتاجها المجتمع للتنمية بشكل صحيح وسريع، خصوصا أن كثيرا من الدارسين في الدراسات ينتظرون الحصول على أعمال معينة بمستويات أعلى، ما يجعل التوسع في طرح تخصصات الدراسات العليا صعبا بمقارنته بسوق العمل، كما ينبغي على الجامعات طرح التخصصات والدراسات الجامعية حسب حاجة ومتطلبات سوق العمل والمجتمع، وإعادة دراسة التخصصات المطلوبة بشكل مستمر حتى لا يصبح هناك تكدس.
خبرات كبيرة
أكدت رئيس منظمة «تربويون بلا حدود» الدكتورة كريمة المزروعي: «أن ما يميز مؤتمر فكر هذا العام استفادة الشباب من الخبرات الكبيرة المتنوعة في المجالات المختلفة، مضيفة أن ما يلفت النظر في المؤتمر عدد المتطوعين الكبير من الشباب سواء أكانوا على المستوى الثقافي، أو الإعلامي، أو مستوى التنظيم في المجالات المختلفة، والتي تضمنت وجود الشباب من الألف إلى الياء من التنظيم والتخطيط والتفكير وصناعة القرار، وهذا هو الاتجاه السليم، لأن الشباب هم المستقبل، وهم اللذين سيصنعون صناعة الرؤية».
إتاحة الفرصة
وأشارت: «إلى أن التوصيات تركز بشكل أساسي على إطلاق بناء جميع جوانب شخصية الشباب المختلفة، وإتاحة الكثير من الفرص لهم، خاصة المحور المرتبط بتضمين الجمعيات الأهلية ودور القطاع الخاص في التنمية، وهذه الفرص كبيرة جدا، حيث إن الفكر الآن تغير، والشباب يجب ألا يعتمدوا على المؤسسات الحكومية كمستقبل، فالدول المتقدمة تعتمد على المشاريع الصغيرة والمتوسطة ودورها في إدارة تلك المشاريع وإدارة المستقبل، مثل الشركات الكبرى كلها قائمة كمؤسسات أهلية أنشأها شباب، فالشباب لا يفتقرون إلى أي عنصر من عناصر التميز، فقط يحتاجون المجال، ومثل هذه المؤتمر يعطيهم بعض الإضاءات التي يستطيعوا من خلالها أن يصلوا للطريق السليم».
مشكلات الشباب
ترى المزروعي: «أن مشكلات الشباب بالعالم العربي تختلف من بيئة إلى بيئة ومن بلد لآخر، وكل مجتمع له تحدياته، فبينما ترى أن بعض المجتمعات تبحث عن التعليم وترغب في الحصول عليه، توجد مجتمعات لا تشعر بقيمته ولا أهميته لأنه موجود، مضيفة أن من أهم الأزمات التي نراها في أكثر من مجتمع هي أزمة الهوية وتشكيلها في زمن متعدد الجهات».