ويشهد العراق منذ مطلع أكتوبر موجة احتجاجات غاضبة تدعو إلى "إسقاط النظام" وتغيير الطبقة السياسية الحاكمة منذ 16 عاماً، والمتهمة بالفساد وهدر ثروات البلاد.
لكن تصاعد العنف خلال الأيام القليلة الماضية، الذي خلف نحو 70 قتيلاً في الناصرية والنجف وبغداد، دفع بالعراقيين إلى الخروج في غالبية المحافظات تضامناً من المحتجين.
ففي الموصل بشمال العراق، خرج مئات الطلاب يرتدون ملابس سوداء في تظاهرة حداد داخل حرم جامعة الموصل، واعتبرت طالبة طب الأسنان زهراء أحمد أن "هذا أقل شيء ممكن أن نقدمه من الموصل لشهداء ذي قار والنجف"، مشيرة إلى أن "المتظاهرين يطالبون بحقوق أساسية، وكان يجب على الحكومة أن تستجيب منذ البداية".
وقال الطالب حسين خضر الذي كان يحمل بيده علم العراق "نحن موجودون والعراق موجود. وعلى الحكومة الآن أن تستجيب لمطالب المتظاهرين".
وعلى الصعيد نفسه، أعلنت 8 محافظات جنوبية، الحداد وتوقف العمل في الدوائر الحكومية الأحد، وقتل أكثر من 20 متظاهراً في مدينة النجف، وأكثر من 40 من المحتجين في مدينة الناصرية، و3 آخرين في بغداد، خلال الأيام القليلة الماضية، وفقاً لمصادر طبية وأمنية.
وتعيش مدينة الناصرية، كبرى مدن محافظة ذي قار التي ينحدر منها رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، الأحد، في هدوء خيم عليه الحزن، بعد 3 أيام متتالية من العنف، وأعلن رئيس الوزراء العراقي الجمعة عزمه على الاستقالة، وجاء قرار عبدالمهدي، وهو مستقل لا يملك قاعدة حزبية أو شعبية، الجمعة بعد شهرين من اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد النظام وعرابه الإيراني.
وفي رد فعل سريع، أعربت كتل سياسية تأييدها لسحب الثقة عن الحكومة، ومن المقرر أن يعقد البرلمان اجتماعا لبحث استقالة الحكومة، لكن لم يصدر حتى الان جدول أعمال للجلسة.