وجهت شركة أرامكو السعودية، رسالة للأفراد المشاركين في الاكتتاب بعد نهايته يوم الخميس الماضي. وقالت في تغريدة على «تويتر»، أمس، «نشكر الملايين على ثقتهم بالاكتتاب في طرح أرامكو الأولي للأفراد. معا نصنع التاريخ، ونتطلع لمستقبل واعد»، فيما رصدت «الوطن» بيانا صحفيا لإحدى الشركات بشأن تقرير «رصد التفاعل حول اكتتاب أرامكو العام» توضح فيه اعتذارها حول أي لبس قد حصل بسبب ذلك التقرير.

ومنذ أعلنت أرامكو عن طرحها أسهم الشركة للاكتتاب العام، ظهرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحليلات عديدة حول سلبية الاكتتاب برسائل غير مباشرة تستهدف التأثير سلبا على تقييم الشركة من وسطاء مؤسسات مالية عالمية سوف تستثمر في أسهم أرامكو بصفتها أكبر شركة ذات أكبر قيمة وأعلى ربحية في العالم.

التدقيق في البيانات


أوضح الخبير المالي محمد السويد لـ»الوطن» أنه من الصعب احتكار وجهات النظر حول اكتتاب أرامكو، فهناك العديد من التحليلات الجيدة سواء كان الانطباع الذي تعطيه جيدا أو سيئا على الاكتتاب، ولكن ينبغي على المستثمر تمحيص وجهات النظر المختلفة والتأكد من اعتماد أصحابها على بيانات دقيقة وأطر تحليلية متعارف عليها في القطاع الاستثماري والمالي.

وبين أنه من المبكر جدا الحكم على نجاح الاكتتاب، فحتى الآن لم تنته فترة المؤسسات، فكما عهدنا سابقا، أغلب طلبات الاكتتاب تحدث دائما في نهاية فترة الاكتتاب رغبة من المكتتبين في معرفة سير الاكتتاب لأغراضهم الاستثمارية ولتحديد حجم التمويل الذي يحتاجونه لعملية الاكتتاب. وتوقع أن يكون تأثير الاكتتاب على القطاع المصرفي بشكل إيجابي، حيث إن أموال المكتتب سيعاد ضخها في الاقتصاد عن طريق صندوق الاستثمارات العامة.

فقدان الموضوعية

تقول عضو مجلس الشورى، رئيسة مجلس إدارة جمعية الاقتصاد السعودية الدكتورة نورة اليوسف لـ»الوطن»، إن قراءة المقالات الموجودة عن الاكتتاب العام في أرامكو السعودية تجعل المرء يتساءل عن كيفية فقدان الموضوعية في وسائل الإعلام الدولية، وطرح تحليلات لا تتوافق مع قيمة أرامكو الحقيقية. وأضافت: ألا يعلم هؤلاء أن قيمة أرامكو لا تصل إليها أي من شركات الطاقة العالمية حيث تملك أكبر احتياطي من البترول، والإنتاج، والصادرات، والطاقة التكريرية، فهي تمتلك 19 % من الاحتياطي العالمي، و12 % من الإنتاج العالمي، وأكثر من 20 % من مبيعات البترول في السوق العالمية، كما تمتلك طاقة تكريرية تصل إلى أكثر من خمسة ملايين برميل يوميا داخليا وخارجيا. وتقدر احتياطات البترول الثابتة في المملكة بنحو 267 مليار برميل، كما أن أرامكو تنتج 1 من كل 8 براميل في العالم، وسيحتاج العالم إلى أكثر من 100 مليون برميل من النفط الخام يوميا في السنوات القليلة المقبلة وسيظل هذا الرقم هناك لفترة طويلة. ويتطلب تلبية هذا الطلب الأساسي استثمارات ضخمة لا تتوفر بسهولة. وأضافت أنه لا يستطيع أحد الوصول إلى الموارد لتلبية هذا الطلب باستثناء شركة أرامكو السعودية، ولا يزال الوقود الأحفوري هو الأسرع والأكثر موثوقية في الاستجابة للطلب المتزايد السريع في الطاقة، مؤكدة أن وكالة الطاقة الدولية في تقريرها عن توقعات الطاقة العالمية لهذا الشهر توقعت ارتفاع أسعار النفط في عام 2030، ويرجع ذلك إلى ارتفاع دخل النفط لشركة أرامكو من حيث القيمة الإسمية وبالتالي أرباح أعلى للمساهمين.

بيئة أكثر نظافة

بينت اليوسف أنه وفقا للعديد من الدراسات في الصين وفي جامعة ستانفورد فإن المملكة العربية السعودية تملك أدنى كمية من انبعاثات الكربون كنسبة من إجمالي إنتاجها من النفط مقارنة بجميع المنتجين الكبار الآخرين في العالم، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة. علاوة على ذلك، ترغب أرامكو السعودية في مضاعفة إنتاجها من الغاز خلال عقد من الزمن، وسيؤدي ذلك إلى إزاحة الكثير من النفط المحروق محليا، مما يسهم في بيئة أكثر نظافة. كما تبحث الشركة عن طرق لتقليل انبعاثات الكربون عن طريق إعادة ضخها مرة أخرى في الخزانات، ولديها أيضا مراكز أبحاث منتشرة في جميع أنحاء العالم لمساعدتها على إنتاج محركات سيارات أفضل وتطوير تقنيات أفضل للبيئة، كما حافظت المملكة على سياسات نفطية جادة بشأن رؤية أسعار طاقة مستقرة في المستقبل.

معلومات أهملها الإعلام الغربي في اكتتاب أرامكو

ربحية الشركة الأكبر على مستوى العالم

%19 من احتياطي النفط تملكه أرامكو

القيمة الإجمالية للإنتاج والصادرات

%12 من الإنتاج العالمي للنفط

%20 من مبيعات البترول في السوق العالمية

5 ملايين برميل يوميا طاقة تكريرية داخليا وخارجيا

267 مليار برميل احتياطات البترول الثابتة

1 من كل 8 براميل في العالم تنتجها أرامكو