قتل 136 شخصا بينهم 100 في مدينة حماة (وسط) برصاص قوات الأمن الأحد (31/7/2011)إضافة إلى عشرات الجرحى إصابة أغلبهم خطرة خلال اقتحام قوات من الجيش لعدة مدن سورية، فيما اعتقل أكثر من 300 شخص في ريف دمشق.
وسارعت دول غربية إلى الإعراب عن استنكارها للحملة العسكرية على حماة التي تأتي عشية بداية شهر رمضان داعية الرئيس السوري بشار الأسد إلى وقف قمع المحتجين.
وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي "أن 100 مدني قتلوا الأحد في حماة برصاص قوات الأمن التي رافقت الجيش لدى اقتحامه مدينة حماة".
وأضاف ريحاوي "أن خمسة أشخاص قتلوا برصاص الأمن في عدة أحياء من حمص خرج أهلها للتظاهر نصرة لمدينة حماة".
كما أشار ريحاوي إلى "مقتل 3 أشخاص في ريف أدلب بينهم شخص من بنش وشخص من سرمين وآخر في سراقب" عندما خرج أهلها للتظاهر احتجاجا على ما يجري في حماة.
من جهته، أكد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار قربي "مقتل 19 شخصا في دير الزور (شرق) وستة في الحراك (جنوب) وشخص في البوكمال (شرق).
كما انتشر القناصة فوق الأسطح في مدينة دير الزور، بحسب قربي الذي أوضح أن "أغلب الإصابات كانت في الراس والعنق".
كما أعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن "شخصين قتلا في بلدة صوران (ريف حماة) وجرح العشرات عندما أطلق رجال الأمن النار على الأهالي الذين خرجوا للتظاهر إثر سماعهم الأنباء عن حماة".
وتحاول السلطات السورية إخضاع حماة التي اقتحمها الجيش من مداخلها الأربعة بعد أن شهدت أضخم التظاهرات ضد النظام السوري خلال الأسابيع الماضية.
ومنذ 1982 باتت حماة رمزا، في أعقاب القمع العنيف لتمرد جماعة الإخوان المسلمين المحظورة ضد الرئيس الراحل حافظ الأسد والد الرئيس بشار الأسد والذي أسفر عن 20 ألف قتيل.
وذكر مدير المرصد عبد الرحمن "أنه تم قطع الطريق الدولي المؤدي من حلب (شمال)إلى دمشق في عدة مناطق وخرج الأهالي للتظاهر في خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب في ريف أدلب".
وأضاف أنه "سمع صوت إطلاق الرصاص في محيط أحياء البياضة ودير بعلبة والخالدية في حمص" مشيرا إلى أن "الاتصالات قطعت عن هذه الأحياء".
كما أشار إلى "حصار كامل للمنطقة وإضراب تام في السوق تضامنا مع مايحدث في حماة".
وأوضح عبد الرحمن "أن قوات من الجيش ترافقها عناصر أمنية اقتحمت مدينة حماة من عدة محاور".
ونقل مدير المرصد عن مصدر طبي في أحد مشافي مدينة حماة "أن عدد الجرحى كبير ولا طاقة للمشافي على استيعابهم وبخاصة في ظل غياب المستلزمات الطبية اللازمة".
من جهتها، لفتت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)إلى "استشهاد ضابط برتبة عقيد وعنصرين من الجيش برصاص مسلحين في دير الزور".
كما ذكرت الوكالة أن "عنصرين من قوات حفظ النظام استشهدا اليوم برصاص مجموعات مسلحة فى حماة".
وأضافت الوكالة أن هذه المجموعات "قامت بإحراق مخافر الشرطة والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وأقامت الحواجز والمتاريس وأشعلت الإطارات في مداخل وشوارع المدينة".
وأشارت الوكالة إلى أن "وحدات من الجيش تعمل على إزالة المتاريس والحواجز التي نصبها المسلحون في مداخل المدينة".
ونقلت الوكالة عن بعض الأهالي في المدينة "أن مجموعات مسلحة تضم عشرات المسلحين تتمركز حاليا على أسطح الأبنية الرئيسية في شوارع المدينة وهي تحمل أسلحة رشاشة وقاذفات آر بي جي متطورة وتقوم بإطلاق النيران المكثفة لترويع الاهالي".
وأكد أحد سكان المدينة في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن "حوالي الساعة السادسة صباحا دخلت قوات من الجيش واتجه أغلبها نحو جامع السرجاوي ومنطقة جنوب الثكنة".
وفي ريف دمشق، ذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن "صوت إطلاق رصاص كثيف جدا سمع في مدينة معضمية الشام ترافق مع وصول إمدادات عسكرية ضمت ناقلات جند ومدرعات إلى شارع الأربعين" مشيرا إلى "حملة اعتقالات تنفذ في المدينة التي شهدت اقتحاما لقوات من الأمن والجيش عند الخامسة من صباح الأحد .
وأضاف الناشط أن "4000 متظاهر خرجوا في حرستا تضامنا مع حماة حيث تصدى لهم رجال الأمن الذين أطلقوا الرصاص عليهم وأصابوا 10 منهم بجروح إصابة أحدهم على الأقل خطرة".
كما شنت الأجهزة الأمنية "حملة اعتقالات واسعة في مدينة الكسوة مع سماع صوت إطلاق رصاص" بحسب الناشط الذي أشار إلى "معلومات عن سقوط جرحى".
وذكر عبد الكريم ريحاوي أيضا أن قوات الأمن اعتقلت أكثر من 300 شخص في هذه المدينة التي شهدت انقطاعا تاما للكهرباء والاتصالات".
كما أعلن رئيس الرابطة لوكالة فرانس برس أن "السلطات الأمنية قامت باعتقال المعارض وشيخ قبائل البكارة نواف راغب البشير" مشيرا إلى أن البشير هو عضو الأمانة العامة لإعلان دمشق.
وكشف ريحاوي أن "زعماء ومشايخ القبيلة قرروا الاجتماع اليوم (الاحد) في منزل الشيخ البشير لمناقشة تطورات اعتقال الشيخ".
ومن جهة ثانية، أعلن في دمشق عن إطلاق البث التجريبي لقناة "نور الشام" الدينية التي "ستقوم ببث خطب الجمعة والبرامج الدينية المتنوعة بما يحقق فهما صحيحا للإسلام والقواعد الشرعية" بحسب الإعلام الرسمي.
دوليا توالت ردود الفعل الغاضبة على هجمات قوى الأمن السورية على عدد من المدن السورية.
وقال مسؤول في السفارة الأميركية في دمشق إن الهجوم الذي يشنه الجيش السوري على مدينة حماة الأحد يرقى إلى مستوى "الحرب الكاملة" واصفا إياه بأنه "عمل أخير يدل على اليأس التام".
وقال ج.ج هاردر الملحق الصحافي في السفارة لهيئة البي بي سي "توجد عصابة مسلحة كبيرة واحدة في سورية اسمها الحكومة السورية".
كما أدانت إيطاليا الأحد هجوم الجيش السوري على مدينة حماة التي تشهد احتجاجات مستمرة حيث وصفته بـ"الفعل القمعي البشع" وحثت الحكومة السورية على إنهاء كافة أعمال العنف ضد المدنيين.
وأعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي الأحد عن "الصدمة العميقة" إزاء الهجوم العسكري السوري على حماة ودعا الى تعزيز العقوبات على النظام السوري.
وأضاف "أن الحكومة الألمانية تطالب الرئيس الأسد بوضع حد فوري لأعمال العنف ضد المتظاهرين المسالمين".
ودعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الرئيس السوري بشار الأسد إلى وقف الهجوم الدموي ضد المتظاهرين في مدينة حماة، معربا عن مشاعر "الاستياء الشديد" للهجوم الذي يأتي عشية بداية شهر رمضان.
وأضاف "أن مثل هذه الأعمال ضد المدنيين الذين يحتجون سلميا بأعداد ضخمة في المدينة منذ عدة أسابيع، غير مبررة".
وتشهد سوريا موجة احتجاجات منذ منتصف مارس أسفرت عن مقتل حوالى 1500 مدني واعتقال أكثر من 12 ألفا ونزوح الآلاف، وفق منظمات حقوق الانسان.
وتتهم السلطات "جماعات إرهابية مسلحة" بقتل المتظاهرين ورجال الأمن والقيام بعمليات تخريب وأعمال عنف أخرى.