كشف تقرير لمركز الوثائق والمعلومات الإسرائيلي في لاهاي أن انخفاض واردات الغاز المصري لإسرائيل بعد ثورة 25 يناير قد يكون سببا في نشوب حرب إسرائيلية لبنانية بسبب سعي إسرائيل إلى تأمين احتياجاتها عبر استغلال حقول الغاز الطبيعي الضخمة تحت سطح البحر المتوسط. فبعد أن كان الغاز المصري يصل إلى إسرائيل بكميات تكفي حاجتها منذ عام 2000، إلا أن التفجيرات الأربعة التي شهدها خط أنابيب الغاز المصري منذ فبراير الماضي أثرت بقوة على تل أبيب ودفعتها إلى البحث عن وجهات أخرى لتأمين احتياجاتها من إمدادات الغاز. وقال التقرير: إن النزاع حول استغلال حقول الغاز تحت سطح البحر قد يؤدي إلى مواجهة إسرائيلية تبدأ مع حزب الله وتتسع لتشمل لبنان.
وزعم التقرير بأن فريقا ضم أميركيين وإسرائيليين هو الذي اكتشف حقل ليفتان وهو أحد أكبر الحقول التي اكتشفت في العقد الحالي، ويضمن لإسرائيل 453 مليار متر مكعب من الغاز بقيمة تصل إلى 10 مليارات دولار. وفي 14 يوليو الماضي أوضح حزب الله أنه لن يسمح بالتفريط في موارد لبنان وأنه لا يكترث لتهديدات إسرائيل، وذلك ردا على ما قاله وزير الطاقة الإسرائيلي عوزي لنداو من أن إسرائيل مستعدة لاستخدام قوتها لحماية مواردها. كما أعلن مجلس الوزراء الإسرائيلي أن تل أبيب تمتلك الحقوق الحصرية لتشغيل حقل ليفتان، فيما تحاول الولايات المتحدة الأميركية التوسط لحل الأزمة بصورة توفيقية اعتمادا على معايير القانون الدولي لحقوق استغلال المياه الإقليمية. وتبدي إسرائيل اهتماما بحقل ليفتان أكثر من تمسكها بحقل تامارا، لأن الأول أكبر ويحتوي على كميات من الغاز تقارب ضعف ما يحتويه الحقل الآخر، وهي كميات تكفي لمد إسرائيل بما يكفيها من الغاز لفترة تقارب الخمسين عاما.
وسعى التقرير الذي كشف مقدار احتياج إسرائيل في الوقت الحالي للغاز، ومدى تأثرها بتوقف إمداد الغاز المصري إلى تحميل القاهرة مسؤولية الصراع المتوقع مع لبنان، في محاولة مكشوفة من مركز الوثائق والمعلومات الإسرائيلي الذي ينظر إليه على أنه اليد الطولى للموساد في أوروبا للوقيعة بين مصر ولبنان في هذه المرحلة السياسية الحرجة التي تمر بها مصر.
وكان خط الأنابيب الذي ينقل الغاز المصري لإسرائيل قد أصبح هدفا في الفترة الأخيرة لهجمات المسلحين المجهولين، وظهر أمس وقعت اشتباكات بين الجيش المصري ومسلحين حاولوا اقتحام محطة تصدير الغاز إلى إسرائيل بالقرب من بلدة الشيخ زويد شمال سيناء، ووقعت الاشتباكات عندما حاول مسلحون يستقلون شاحنتين اقتحام المحطة، إلا أن قوات الجيش تصدت لهم وأجبرتهم على الفرار بعد أن أطلقوا الرصاص في الهواء، واستهداف الأنبوب بقذائف (آر بي جي) عن بعد.