تعاني تركيا حالة من الارتباك داخل جيشها، بعد استقالة 4 من أكبر القادة احتجاجا على اعتقال 250 ضابطا بتهمة التآمر على حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان.
وصادق الرئيس التركي عبد الله جول على المرسوم الحكومي بتعيين قائد قوات الدرك الجنرال نجدت أوزال قائدا للقوات البرية والقائم بأعمال نائب رئيس هيئة الأركان، بعد أن قدم قائد القوات البرية الجنرال أردال جيلان أوغلو استقالته من منصبه، فى خطوة سريعة من جانب الحكومة لتلافي الأزمة التى يمكن أن تسببها استقالات رئيس أركان الجيش الجنرال أشيك كوشنر وقادة القوات البرية الجنرال أردال جيلان أوغلو والبحرية الأدميرال أشرف أوغور والجوية الجنرال حسن أكساي، الذين تقدموا بها أول من أمس.
وهذه المرة الأولى فى تاريخ تركيا التى يتقدم بها رئيس الأركان وقادة الجيش بطلبات تقاعد أو استقالة بهذا الشكل. في إشارة واضحة على عمق الخلاف بين الجيش العلماني وحكومة العدالة والتنمية ذات الجذور الإسلامية، بعد أن وصل التوتر بين الجانبين إلى أبعاد خطيرة وتعمقت حتى لو لم يعلن عنها منذ تولي الجنرال كوشنر منصبه كرئيس للأركان منذ أغسطس 2010، وزاد التوتر للعديد من الأسباب، أهمها اعتراض قادة الجيش وعدم ارتياحهم من موقف الحكومة المتبع ضد المؤسسة العسكرية واستمرار اعتقال 43 جنرالا وأميرالا منهم 13 في إطار تحقيق في مخطط يشتبه بأنه كان يهدف إلى الإطاحة بحكومة العدالة والتنمية المعروف باسم "المطرقة"، يستحقون الترقية باجتماع مجلس الشورى العسكري المقرر عقده في الفترة بين 1 إلى 4 أغسطس المقبل برئاسة إردوغان ورئيس الأركان وقادة القوات المسلحة، إضافة إلى إصرار الحكومة والقصر الجمهوري بالاعتراض على الترقيات المحتملة بهدف حرمان المعتقلين من الترقيات. ومن بين الأسباب أيضا زيادة الانتقادات الموجهه للجيش في الفترة الأخيرة بصدد أسلوب مكافحة النشاط الإرهابي لحزب العمال الكردستاني،إضافة إلى اتخاذ الحكومة قرار منح صلاحيات وإمكانيات لقوات الشرطة الخاصة والتخطيط لإشراكهم في مجال مكافحة الإرهاب وكأنما الجيش فشل في مهامه.
يضاف إلى ذلك، مصادقة المدعي العام الجمهوري للمحكمة الجنائية العليا فى إسطنبول أول من أمس على قرار إلقاء القبض على 22 عسكريا منهم 7 جنرالات، بينهم قائد جيش منطقة إيجة الجنرال نصرت طاشدلر والجنرال قائد الجيش الأول الأسبق المتقاعد، حسن أغسيز، بدعوى تورطهم في شن حملة إعلامية عن طريق العديد من المواقع الإلكترونية باسم رئاسة الأركان ضد الحكومة.
وفي رسالة وداع "لإخوة السلاح" قال الجنرال كوشنر، إنه من المستحيل بالنسبة له الاستمرار في عمله لأنه غير قادر على الدفاع عن حقوق رجال اعتقلوا نتيجة عملية قضائية فاسدة.
وأضاف "حاولوا خلق انطباع بأن القوات المسلحة التركية منظمة إجرامية وشجع الإعلام المنحاز هذا الأمر بكل أشكال القصص الخاطئة والادعاءات وتشويه السمعة".
ولفت كوشنر إلى أنه لا يزال هناك 173 عسكريا بالخدمة و77 عسكريا متقاعدا برتب مختلفة من جنرال حتى جندي معتقلين ولا يمكن الموافقة على هذا الأمر.