لا تزال جمعية التشكيليين السعوديين تسبب صداعا لوكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام ، فإضافة إلى تعقيدات ومشكلات العضوية والجمعية العمومية، طفت على السطح مشكلة ( شعار الجمعية) المتمثلة في فوز مدير إدارة الفنون التشكيلية بوكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية والمسؤول المالي بجمعية التشكيليين الدكتور صالح خطاب في المسابقة التي نظمتها الإدارة لاختيار الشعار الأفضل، وذلك بعد أن نشرت "الوطن" منذ نحو أسبوعين تقريراً عن القضية بعنوان "التشكيليون قدّموا ملفًا للوزارة بتجاوزات أشهرها تحكيم الشعار".

واعترف وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان في خطاب بعث به إلى "الوطن" بفوز خطاب في مسابقة الشعار، مشيراً إلى أنه من باب المصادفة أن يكون الفائز بالشعار يعمل بالوكالة، مشددا على ضرورة ألاّ تأخذ التأويلات منحىً سلبيا يُسيء إلى العمل ويُشكِّك في نزاهة العاملين.

وأكد الحجيلان أن ما ورد من معلومات في "الوطن" أخذ مأخذ الجدّ، ودرست وكالة الوزارة للشؤون الثقافية الموضوع وتقصّت ما ورد فيه حول مسابقة اختيار شعار الجمعية وكيفية اختيار التصميم الفائز. وأضاف: بعد عدة جلسات ومحاضر، اتفق أعضاء مجلس الإدارة على تشكيل لجنة من المجلس لفرز الشعارات المقدَّمة للمسابقة واختيار الأفضل منها، وتم تشكيل اللجنة من الأعضاء غير المشاركين في التصميم، وهم عبدالرحمن السليمان، الدكتور حمزة باجودة، محمد المنيف، أحمد حسين، صديق واصل، اعتدال عطيوي، تغريد البقشي. كما ذُكر في محضر الاجتماع السادس لمجلس إدارة الجمعية الذي عُقد في 8 /6 /1429 وصوّت المجلس على خمسة تصاميم اختارتها لجنة الفرز، وقد حصل تصميم رقم (4) لأحد المتسابقين على ثمانية أصوات ليكون هو الشعار الذي أقرّه أعضاء المجلس، وقد أُثبت ذلك في محضر منفرد وقّع عليه الأعضاء وعددهم (11) وذُكر فيه اسم المصمم وهو الدكتور صالح خطاب، حيث حُكِّمت التصاميم دون معرفة أسماء أصحابها للحيادية في التحكيم.

من جانبها، قالت اعتدال عطيوي: إن فوز خطاب لم يكن مصادفة، بل كان مدبرا وهو باطل. وتساءلت : كيف يكون مصادفة وهو يستقبل الشعارات وهو من يفتحها، كما أنه عضو بمجلس الإدارة والمسؤول المالي بالجمعية، مبينة أن الشعار الذي أرسله لا يصلح لجمعية التشكيليين، بل لجمعية خطاطين. وأشارت إلى أنها عارضت ذلك بقوة، مؤكدة أن حال الفن التشكيلي لن يتطور بوجود عقليات تبحث عن مصالحها الشخصية بالوزارة والجمعية. أما أحمد حسين فقد أوضح أن فوز خطاب بمسابقة الشعار أساء لسمعة الجمعية كثيرا وأفقدها مصداقيتها لدى الفنانين وأغضبهم. وقال "لقد جرى التحكيم دون أن نعرف أن صالح خطاب مشارك في المسابقة، وحينما أتى التقرير وعرفنا أنه الفائز، قلت إنه غير صحيح، لأن فوزه غير نظامي"، موضحا أنه طالب بلجنة تحكيم من خارج الجمعية، لافتاً إلى أنه من المفروض ألا يفوز رجل يتسلم الشعارات عبر عنوان إدارة الفنون التشكيلية التي يتولى إدارتها، وأنه كان من المفترض ألا يشارك أحد من أعضاء مجلس الإدارة" في المسابقة.

إلى ذلك يتوقع أن تحسم كل قضايا ومشكلات جمعية التشكيليين عقب رمضان طبقا لوكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور ناصر الحجيلان.