بندر خليل

لقد هزلت حقا. سعد الصغير، الواد بتاع العنب، مغني الإسفاف والرقص وأنموذج انحدار الفن العربي، بل انهياره، قرر أخيرا الترشح لرئاسة جمهورية مصر العربية أو كما يحلو لكم "أم الدنيا".

لم يكن الخبر "مفاجأة" بالنسبة للإخوة المصريين ولغيرهم من الجماهير العربية، وأيضا لم يكن مضحكا، بل كان خبرا أسود و"متنيلا بستين نيلة".

مغني الإسفاف الهقّاص الرقّاص، الذي يسمونه (الفنان الشعبي) من باب الاحترام الذي لا مجال له، قال إنه رأى كل من (هب ودب) ذاهب لترشيح نفسه للرئاسة، وبما أن من حق أي مواطن أن يتقدم للترشح للرئاسة، مهما كانت مهنته، رشّحت نفسي أنا الآخر.

بغض النظر عن طريقة الترشح التي اختارها الشعب المصري في النظام والدستور، وعن كون هذه المرحلة التي يترشح فيها "الصغير والكبير" ، وكل من هب ودب، تعد مرحلة أولية لا شروط فيها، يبقى خروج هذا الفنان السطحي جدا وغيره إلى الناس، بهذه الصورة الرسمية التي لا تليق بأي بلد في العالم، أمرا لا يبشر بخير.

في الحقيقة أن تصرفات هؤلاء لا تدل على وجود الديموقراطية في أي بلد، بقدر ما تدل على وجود الفارغين.

إن هذا الرجل الصغير المتناهي في الصغر، وقع في ظنين خاطئين تماما، بترشحه للرئاسة.

الأول حين ظن أن الحظ الذي لعب دوراً كبيراً في حياته خاصة حينما دخل مجال الغناء بالصدفة، قد يلعب دوره في أن يصبح رئيساً لمصر!، ليس لأن الحظ لا يستطيع ذلك بل لأن ما يراه حظا، بدخوله مجال الغناء، كان لسوء حظ البشرية وتعاسة أقدارها.

والآخر حين ظن أنه بالترشح للرئاسة سيفجر مفاجأة من العيار الثقيل، غير أن المفاجأة لم تكن في واقع الأمر إلا بياخة من العيار "الصغير".