شن مصطافون وزوار لمنطقة عسير هجوما على أمانة المنطقة، عطفا على الازدحام الشديد الذي تشهده طرق أبها ومداخلها، في ظل غياب الجسور والأنفاق، منتقدين إعلان الأمانة منذ نحو خمس سنوات عن اعتماد تنفيذ مشروعات لعدد من الجسور والأنفاق لفك الاختناقات المرورية، والتي لم تنفذ حتى الموسم الحالي، متسائلين في هذا الصدد عن مصير مبالغ تلك المشروعات التي لم تر النور.

وأوضح المواطن محمد بن أحمد البشري "مصطاف"، أنه يزور أبها في كل صيف، وعلى مدى خمس سنوات لم يشهد مشروعات تخدم البنية التحتية للسياحة، ومن أبرزها الطرق، إذ تشهد المنطقة زحاما كثيفا وتحديدا في مداخل المدينة وحزامها الدائري، وقال "لم تنفذ أمانة المنطقة جسورا وأنفاقا لخدمة حركة النقل، في حين أن أعداد السياح في تزايد مستمر ويتبع ذلك كثافة في أعداد المركبات". ويستغرب المواطن محمد الدايل "مصطاف من الرياض"، عدم مواكبة مشروعات الأمانة للنمو الذي تشهده المنطقة في أعداد السكان وكذلك المصطافين الذين يزداد عددهم عاما بعد آخر، مشيرا إلى أنه وجد معاناة حقيقية وأسرته، خلال موسم الصيف الحالي، تمثلت في صعوبة التنقل داخل المدينة وحزامها الدائري، وكذلك عند القدوم مساء من المتنزهات، إذ يستغرق ذلك وقتا طويلا بسبب شدة الازدحام، وكثرة المركبات، وغياب الجسور والأنفاق.

فيما يشير المهندس عبدالله المعيوف "مهندس اتصالات"، إلى أنه عند زياراته لعسير خلال العامين الأخيرين، لم يلحظ ما يستحق الاهتمام ويلفت النظر فيما يتعلق بمشروعات الجسور والأنفاق، مستشهدا بما حدث في خميس مشيط من ولادة متعثرة لأول نفق قبل ست سنوات ولا يزال العمل متواصلا به حتى اليوم، في حين أن المحافظة بأسرها لا تزال الإشارات والتقاطعات التقليدية كما هي عليه منذ نحو ثلاثين عاما، ولا يوجد بالمحافظة بأكملها جسر أو نفق يعمل على نقل الحركة، متسائلا عن أسباب ذلك.

ويضيف المعيوف: وفي أبها بدايات متواضعة لجسرين فقط، في حين كان من المفترض إنجاز كافة الجسور أو الأنفاق وتحديدا تلك التي تتقاطع مع طريق السودة وطريق أبها الجديدة، إذ يشهد الحزام الدائري كثافة مرورية غير طبيعية، ويطول بقاء السائقين أمام الإشارات لفترات طويلة.

أما المواطن يحيى بن محمد آل عبود "من أهالي أبها"، فاستغرب إعلان الأمانة عن اعتماد مشروعات لتنفيذ جسور وأنفاق على حزام أبها وتحديدا تقاطع السودة، وتقاطع أبها الجديدة، وأخرى للمنسك، ودوار القصبة، وذلك في مطلع عام 1428، ولم يتم حتى اليوم تنفيذ أي منها، متسائلاً: إذا المبالغ معتمدة ومعلنة.. فأين ذهب المشروع، وأين ميزانيته؟ وهل يعقل أن يتأخر مشروع جسر لمدة خمس سنوات تقريبا، دون توضيح مقنع؟.

وفي تقرير لأمانة عسير وزع على الصحف بتاريخ 3 / 4 / 1428 "تحتفظ "الوطن" بنسخة منه"، فإنه تم اعتماد 141 مليونا لتنفيذ 8 مشروعات تطويرية للتقاطعات، في كل من أبها وخميس مشيط وأحد رفيدة.

كما تضمن التقرير تصريحا لمدير عام الدراسات والتصاميم في الأمانة المهندس علي محمد الحسنية وقت ذاك، بأن المشاريع المعتمد تنفيذها في الميزاينة سيعلن عن مناقصاتها بالصحف في غضون الأسابيع المقبلة، وتشمل تنفيذ تقاطع الحزام الدائري مع طريق السودة وإشارة الخالدية، وتنفيذ تقاطع الحزام الدائري مع طريق الرياض "بني مالك"، وتقاطع طريق الملك فهد مع حي المنسك، أما في محافظة خميس مشيط، فسيتم تنفيذ تقاطع طريق الملك فهد مع قرى عتود "إشارة باحص"، وتنفيذ تقاطع طريق الملك فهد مع المعارض "المركز الحضاري"، وتنفيذ تقاطع طريق الملك خالد "المدينة العسكرية" مع طريق الملك فيصل "تقاطع السجن"، وفي أحد رفيدة تنفيذ تقاطع طريق الملك خالد مع الصوامع.

من جهته، أوضح أمين منطقة عسير المهندس إبراهيم بن محمد الخليل لـ "الوطن"، أن الأمانة بصدد تنفيذ خمسة أنفاق جديدة، في أبها وخميس مشيط، على اعتبار أن الجسور كتل خرسانية تتسبب في خدش جمال المدينة، مضيفا أن الأنفاق الحل الأمثل لتوزيع الحركة وفك الاختناقات المرورية، لافتاً إلى أن هناك توجها بألا يكون داخل المدن في منطقة عسير أي جسور إلا في ضواحيها أو الأماكن التي يتعذر فيها إنشاء أنفاق.

وأشار الخليل، إلى أن أمير منطقة عسير، اطلع يوم الثامن عشر من شهر شعبان الجاري، على جملة من المشروعات التطويرية التي تعتزم الأمانة تنفيذها في القريب العاجل في أبها وضواحيها، من شأنها أن تلبي أبرز احتياجات المدينة والأهالي.