بدأ النظام الإيراني يتجرع سم تأجيج الصراعات والاضطرابات في المنطقة، بعدما هتف المحتجون في تظاهرات اتّسعت رقعتها بعد قرار مفاجئ للحكومة برفع أسعار البنزين، مرددين شعار «لا غزة لا لبنان.. روحي فدا إيران»، و»يسقط الدكتاتور».

يسقط الدكتاتور

وهتف المحتجون الذين أوقفوا سياراتهم في العاصمة الإيرانية، أمس «يسقط الدكتاتور»، في إشارة إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، كما أغلق آخرون أحد الطرق الرئيسية في مدينة أصفهان بالسيارات، رفضاً لتلك الزيادات المفاجئة، فيما شهدت مناطق «شيراز، وسلطان آباد، عاصمة محافظة فارس جنوب إيران، إغلاقا للطرق.


حرق صورة المرشد

وقام المتظاهرون أمس بحرق صورة المرشد الإيراني علي خامنئي في إسلام شهر والتي تبعد 12 كليومترا عن العاصمة طهران، فيما أضرم آخرون النار في محطتي بنزين في مدينة إسلام شهر، كما أحرقوا حاجزا للشرطة في مدينة أصفهان، ومصرف.

وخرج المواطنون الإيرانيون في مظاهرات ومسيرات ووقفات احتجاجية في معظم المحافظات الإيرانية، حيث تحولت إلى احتجاجات مناهضة للنظام، بينما اشتبك متظاهرون مع قوات الأمن التي انتشرت بكثافة لقمع التظاهرات واستخدمت العنف، بحسب النشطاء وكما تظهر المقاطع التي ينشرونها عبر مواقع التواصل.

وانتقد اثنان من المراجع الدينية في إيران وهما صافي كلبايكاني وعلوي جرجاني رفع أسعار البنزين، وطالبا بإلغاء القرار وعدم ممارسة المزيد من الضغوط الاقتصادية على المواطنين.

حجب الإنترنت

وأفاد ناشطون بأن الإنترنت انخفضت سرعته في معظم المناطق أو مقطوعة بالكامل في المناطق الملتهبة خاصة في مدن إقليم الأهواز التي جرت فيها اشتباكات، حيث قام محتجون بإحراق مبنى للبلدية، وتدمير محطة غاز الخراساني في المحمرة.

أفادت مصادر أن الاحتجاجات ضد ارتفاع أسعار الوقود في إيران اتسعت، لتطال عشرات المدن، فيما قُتل محتجان أحدهما يدعى جواد نظري والآخر ميثم عبدالوهاب منيعات، وأصيب عدد آخر بجروح في مدينة سيرجان الإيرانية، فيما رفع محتجون في طهران شعارات تتهم قوات الباسيج بالسيطرة على أموال النفط.

تظاهرات منددة

ونقلت وكالة الأنباء الطلابية «إيسنا» شبه الرسمية عن حاكم مدينة سيرجان بالإنابة محمد محمود آبادي قوله: «للأسف قتل شخص»، مؤكداً أنه «مدني»، وأشار إلى أنه لا يزال من غير الواضح إن كان «تم إطلاق النار عليه أم لا»، مضيفاً أن عدداً من الأشخاص أصيبوا بجروح خلال التظاهرات.

وأفاد ناشطون إيرانيون، بامتداد التظاهرات المنددة برفع سعر الوقود إلى 53 مدينة إيرانية، حيث عمد عدد من المحتجين، في طهران، إلى قطع «أوتوستراد همت»، و»أوتوستراد حكيم» عبر إطفاء محركات السيارات، بغية الاحتجاج على رفع أسعار الوقود، كما أغلقوا «أوتوستراد إمام علي» أحد أکبر الطرق الرئیسیة في العاصمة.

إلى ذلك، ارتفع عدد قتلى احتجاجات إيران التي اندلعت على خلفية رفع أسعار البنزين إلى 5 أشخاص بعد مقتل متظاهر في سيرجان البارحة، وسقوط 4 متظاهرين في مدينة المحمرة جنوب إقليم الأهواز بينهم طفل، إضافة إلى 13 جريحا، فجر السبت، برصاص قوات الأمن.

دعوة المعارضة

وتعليقاً على الاحتجاجات، دعت زعيمة المعارضة الإيرانية، مريم رجوي في تغريدة على تويتر: جميع الشباب إلى دعم المتظاهرين، ووجهت تحية إلى «المواطنين في مدن مشهد وشيراز وكرج وسرجان والأهواز وغيرها من المدن في خوزستان، الذين انتفضوا للاحتجاج على زيادة سعر البنزين وهم يهتفون الموت للدكتاتور والموت لروحاني».

وأفاد الموقع الإلكتروني للتلفزيون الحكومي أن بعض «مثيري الشغب» أضرموا النيران في مصرف في الأهواز بينما أطلق «مسلحون مجهولون ومثيرون للشبهات» النار وجرحوا بعضهم، لكنه أضاف أن معظم التظاهرات التي خرجت في باقي المدن اكتفت بإغلاق الطرقات وانتهت بحلول منتصف الليل.

وكانت إيران بدأت الجمعة تقنين توزيع البنزين ورفعت أسعاره بنسبة 50% أو أكثر، في خطوة جديدة تهدف إلى خفض الدعم المكلف الذي تسبب بزيادة استهلاك الوقود وتفشي عمليات التهريب.

شركة النفط

وأفادت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط أنه سيكون على كل شخص يملك بطاقة وقود دفع 15 ألف ريال «13 سنتًا» لليتر لأول 60 ليتراً من البنزين يتم شراؤها كل شهر، على أن يحسب كل ليتر إضافي بـ30 ألف ريال، بعد أن كان سعر ليتر البنزين المدعوم من الدولة، يبلغ 10 آلاف ريال «أقل من تسعة سنتات».

من جهة أخرى، أفاد شهود عيان أمس أن أعدادا كبيرة من المتظاهرين أغلقت منفذ الشلامجة الحدودي بين العراق وإيران الذي يقع جنوب شرقي محافظة البصرة جنوبي بغداد.

وقال الشهود إن مجاميع كبيرة من المتظاهرين تمكنوا أمس من السيطرة على الشارع الرئيسي المؤدي إلى منفذ الشلامحة الحدودي، وإيقاف حركة الشاحنات وحافلات نقل المسافرين بين العراق وإيران.

- استحدثت بطاقة الوقود عقب العقوبات الأميركية

- انخفض سعر الريال بشكل كبير مقابل الدولار

- ارتفعت نسبة التضخم في إيران إلى 40%

- توقعات بانكماش الاقتصاد بنسبة 9% هذا العام

- قال روحاني إن 75% من الإيرانيين تحت الضغط