أصبح عبد الفتاح يونس قائدا عسكريا في المعارضة الليبية بعد انشقاقه وانضمامه إلى صفوفها في الأيام الأولى للانتفاضة الليبية، بعد أن كان مساعدا مقربا من الزعيم الليبي معمر القذافي منذ عام 1969.
وكان يونس، الذي ينحدر من بنغازي التي أصبحت معقلا للثوار الليبيين، ضمن ضباط الجيش الشباب الذين ساعدوا القذافي على تنفيذ انقلابه ضد العاهل الليبي إدريس السنوسي عام 1969.
وأصبح يونس (67 عاما) أقرب مساعدي القذافي وصديقه ومحل ثقته، مما دفعه إلى تعيينه وزيرا للداخلية ومكلفا بمسؤولية الأمن الداخلي للنظام، نظرا لما يتمتع به من حسم.
وخلال الأيام الأولى من الثورة الحالية التي اندلعت في فبراير، أصدر القذافي أوامره ليونس بالذهاب إلى بنغازي ودحر الانتفاضة، لكن بمجرد وصوله إلى تلك المدينة الساحلية أعلن انضمامه إلى الثوار. ومنذ ذلك الحين، يقاتل يونس قوات القذافي في مناطق مختلفة ويلحق خسائر فادحة في صفوفها.
لكن طبقا لتقارير من العاصمة الليبية، فإن يونس لم يكن سعيدا في الأشهر القليلة الماضية بعدما عين المجلس الوطني الانتقالي اللواء خليفة حفتر قائدا للجيش الوطني التابع للثوار، فيما عين يونس رئيسا لأركان جيش الثوار.
وتردد أن يونس وحفتر تجادلا كثيرا منذ ذلك الحين حول "الخطط الاستراتيجية العسكرية" بشأن أساليب القتال على الجبهة.
وشيع أمس جثمان يونس حيث حمل مشيعون نعشه وطافوا به في الساحة الرئيسية في بنغازي.
وقال عبد الحكيم وهو يسير خلف النعش "تسلمنا الجثة أمس (أول من أمس) هنا في بنغازي. لقد أطلق عليه الرصاص وأحرق. لقد اتصل بنا في الساعة العاشرة (صباح الخميس) ليقول إنه في الطريق إلى هنا".