فتزخر مناطق المملكة بالعديد من الآثار التاريخية التي تضرب بأعماق التاريخ بجميع مناطق المملكة، والتي تحتاج إلى الاهتمام بها، والمحافظة عليها، ورصدها وتوثيقها، والتي تعد ذات قيم أصيلة تعكس تاريخ المملكة منذ تأسيسها، لنقلها إلى الأجيال وتوارثها.
صعوبات التوثيق
أكد رئيس قسم السياحة والآثار بجامعة جازان الدكتور علي العواجي لـ«الوطن» أن تنوع المنطقة الجغرافي ساهم في تنوع المناطق الأثرية في المحافظات الجبلية والساحلية والبحرية، فلكل منها أنماط خاصة بها، مشيرا إلى أن الجامعة تعمل من خلال فريق عمل مختص على حصر المواقع الأثرية وتوثيقها، بهدف توثيق وحصر جميع ما تزخر به المنطقة من تراث إنساني وتاريخي، والمحافظة عليه وتسويقه، بالتعاون مع الهئية العامة للسياحة والتراث بالمنطقة، مضيفا أنه تم حصر المناطق الأثرية بمحافظات الطوال، والحرث، وأحد المسارحة، وصامطة، والريث، وفيفا، والعمل على الحفاظ عليها، والاهتمام بها، وترميم ما يحتاج منها، خاصة التراث العمراني بالمناطق الجبلية والساحلية، والتعاون مع أصحاب المتاحف للتعريف بها، وتثقيف وتوعية المجتمع، مؤكدا أن أبرز الصعوبات التي تواجه توثيق الآثار بالمنطقة هو طبيعة المنطقة ذات الرطوبة العالية، والتي أفقدت الكثير من المقتنيات الأثرية، خاصة بما يتعلق بالعملات وقيمتها، حيث تتعرض للصدأ، فيصعب قراءتها، وتعرض الوثائق لدى بعض المواطنين للتآكل، بسبب طريقة حفظها الخاطئة.
خطط تطويرية
استنفرت الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمملكة جهودها في تطبيق واعتماد الخطط لتطوير السياحة، وتحويل المناطق إلى وجهات سياحية، والاهتمام بها، وتسارع المناطق إلى الترويج بمكنوناتها الطبيعية والسياحية، التي تتمتع بها، وتعزيز التعاون بين الجهات الحكومية، وتطوير العمل بالمواقع السياحية، وإقامة الفعاليات المختلفة، واستقطاب المشاهير، ويمثل موسم الرياض الترفيهي الذي يواصل فعالياته وجهة كبيرة للترفيه، الذي استطاع في فترة وجيزة استقطاب أكثر من 5 ملايين زائر، بفضل خطط الترفيه برئاسة تركي آل الشيخ، ومتابعة واهتمام من القيادة الرشيدة لتأمين متطلبات المواطنين، وزيادة وسائل الترفيه، إلى جانب إبراز مكانة المملكة، وما تحتويه من مقومات كبيرة، واستثمارها لزيادة الاقتصاد الوطني، وأدى نجاح موسم الرياض إلى زيادة مطالب المواطنين بتعاون الترفيه مع السياحة، وتعزيز النجاح ببقية المناطق، خاصة أن المملكة تشهد أجواء شتوية مناسبة، تساعد على إقامة مواسم المناطق، واستغلالها إيجابيا.
مزيد من الجهود
أكد عضو مجلس الشورى اللواء متقاعد محسن الشيعاني لـ«الوطن» أن الإسهام بالارتقاء بالسياحة المحلية، وزيادة الطلب من السياح الأجانب الحضور وزيارتها، وهو ما تهدف إليه رؤية المملكة 2030، يتطلب بذل المزيد من الجهود لاستكمال البنى التحتية للكثير من الوجهات السياحية من طرق، وفنادق، ووسائل مواصلات حديثة، ومطاعم وغيرها، والتي ستسهل للمواطن والمقيم والسائح سهولة الحركة والتنقل.
مبادرات هادفة
أوضح عضو مجلس الشورى محسن الشيعاني أن هيئة السياحة والآثار لديها خطط، وتسعى إلى تنفيذ العديد من المبادرات الهادفة، للارتقاء بالسياحة الوطنية وفقا للرؤية الطموحة، مشيرا إلى أنه عندما نصل إلى اليوم الذي تصبح فيه السياحة الداخلية صناعة، ستسهم في وجود رافد اقتصادي وطني، يضاف إلى الكثير من المبادرات التي تسعى إلى الحصول على دخل بديل، مضيفا أن ما دأبت عليه إمارات المناطق بإقامة المهرجانات السياحية بالفترة المقبلة، تعد أفكارا مميزة تهدف إلى التعريف بمناطق المملكة، وإبرازها للراغبين في اكتشاف كنوزها الطبيعية، من جزر حالمة، وجبال شامخة، وسهول، جذبت العديد من عشاق الطبيعة، ومحبي الهوايات الرياضية البحرية والجبلية، وتنفيذ العروض التراثية، مؤكدا أن الفعاليات الشتوية والصيفية تسهم بصورة إيجابية بالارتقاء بالسياحة المحلية وتشجيعها.
عناية بالآثار
بين الشيعاني، أنه على الرغم من وجود الآثار التاريخية بالمملكة، إلا أنها لم تأخذ حقها من الاهتمام، والمحافظة عليها فيما سبق، مشيرا إلى أنه يلاحظ في الفترة الأخيرة توجه الجهة المعنية، لرصد تلك الآثار، وتسجيلها، ووضع الخطط والمبادرات للعناية بها، وجعلها وجهة ومحطا للزوار والسياح، مؤكدا أن الأمر يتطلب تضافر جهود العديد من الجهات، لتحقيق هذا المطلب، وأن الاهتمام بالآثار التاريخية لأي بلد دلالة على ثقافته وعراقته، مطالبا بترسيخ أهمية الآثار في أذهان النشء، والمحافظة عليها.
أبرز خطط رفع نسبة السياحة
تضافر الجهود بين الجهات الحكومية
استكمال البنى التحتية
تهيئة الطرق
توفير السكن والمواصلات
تسهيل حركة التنقل
التعريف بالأماكن السياحية
تخصيص فرق سياحية بالمناطق
زيادة وسائل الترفيه
تأمين المتطلبات
استغلال موسم الشتاء
أبرز صعوبات توثيق الآثار
الرطوبة العالية
تعرض الآثار للصدأ
صعوبة قراءة منقوشات العملات
تعرض الوثائق للتآكل
طريقة الحفظ الخاطئة