مهنة السجانة مهنة صعبة، والتعامل مع السجينات أمر شاق لكنه إنساني ومحفز للمرأة العاملة في هذا المجال لصقل شخصيتها وجعلها أكثر وعيا وحرصا على التوجه والتوجيه الصحيح سواء لها أو لأبنائها وبناتها وخاصة من خلال تعايشها مع مشكلات هؤلاء السجينات.
تقول السجانة "أم عبدالرحمن" إنها تعمل في سجن النساء العام بالطائف منذ 21 عاما، وتتذكر أنها قدمت للسجن ولم يكن به سوى 4 موظفات.
وذكرت أن العمل في السجن كسجانة أو غيرها من الوظائف العسكرية أو المدنية في السجون النسائية يعتبر خدمة للوطن وعملا إنسانيا قبل كل شيء، مشيرة إلى أنها استفادت كثيرا من التجارب التي مرت بها في عملها أو عايشتها داخل العنابر مع السجينات.
واعترفت أم عبدالرحمن بأن عملها بين النزيلات وضغوط العمل ساهما في إصابتها ببعض الأمراض كالسكري والضغط. كما أشارت إلى أنه من المواقف الطريفة التي لا تزال تواجهها في أسرتها بسبب عملها كسجانة أن أبناء أشقائها وشقيقاتها يخافونها إذا علموا بقدومها للمنزل. وبينت أنها أصبحت موجهة لأبناء أشقائها وشقيقاتها من موجات الانحراف والوقوع في مزالق الشيطان، مضيفة أن السجانات والملاحظات ينبغي أن يتحلين بالصبر والأناة والضبط والالتزام الجاد بالعمل ونحوه، مؤكدة أنه بالرغم من ضغوط العمل والمنزل والأسرة إلا أن السجانة والملاحظة تؤديان دورهما على أكمل وجه. وتقول ممرضة السجن بخيتة نيه كوكو "سودانية الجنسية": إنها تعمل في السجن منذ أكثر من 32 سنة في الفترتين الصباحية والمسائية، وطبيعة عملها تتمثل في متابعة السجينات الصحية من نواح عدة كالأسنان ومتابعة الأطفال صغار السن الذين تمت ولادتهم في السجن.
وذكرت أن أي سجينة تجرى لها التحاليل اللازمة لتعيين وضعها الصحي عند دخولها للسجن، ولا بد أن تكون أوراقها الطبية مكتملة وجاهزة خلال 5 أيام من دخولها السجن. وقالت: إن أصعب الحالات التي يتم التعامل معها في السجن هي الحالات التي تثبت التحاليل إصابتها بمرض الإيدز، حيث يتم عزلها تماما عن بقية النزيلات. وأضافت أنها دائما تحرص على إبلاغ المصابة بالإيدز بمفردها ولا تخبر بقية النزيلات إضافة إلى التوعية التي يتكفل بها طبيب متخصص في الأمراض المعدية لجميع النزيلات ولا تقتصر الأمراض المعدية على الإيدز بل كانت هناك برامج متعددة وخاصة عن أنفلونزا الخنازير وكيفية الوقاية منها.
أما سميرة الثبيتي فتملك وظيفة عسكرية ورتبة جندي أول تحدثت عن طبيعة عملها التي تتمثل في الحراسات ومتابعة أوضاع السجينات وإرشادهن ومحاولة رأب الصدع بين السجينات. وذكرت أنهن يتدخلن كملاحظات في شرح أوضاع النزيلات النفسية ويحاولن المساهمة في التوصل إلى حلول لهن مع الباحثة الاجتماعية. وبينت أن طريقة التعامل في السجن مع السجينات واحدة لا تتغير مهما كانت جنسياتهن، مضيفة أن لديها 4 أطفال وتستطيع التوفيق بين عملها وأسرتها. وأشارت إلى أن عملها داخل السجن وبين النزيلات أفادها في كيفية توجيه أبنائها وبناتها التوجيه السليم والمقترن بالخوف من الله في كل أمور الحياة.