أظهرت بيانات صدرت أمس أن مبيعات التجزئة الألمانية انتعشت بنسبة قياسية بلغت 6.3% في يونيو الماضي، إذ تجاهلت الأسر في أكبر اقتصاد في أوروبا المخاوف الحالية بشأن التوقعات العالمية للنمو.
وقال مكتب الإحصاء عند إصدار البيانات إنه بعد تراجع مبيعات التجزئة بنسبة 2.5% في مايو، فإن قفزة الشهر الماضي مع أخذ العوامل الموسمية والتضخم في الاعتبار كانت أكبر مكاسب شهرية منذ بدء صدور البيانات في عام 1991 عقب الوحدة الألمانية.
وبفضل هذا الارتفاع الذي جاء أكبر من المتوقع، تتزايد الأدلة على أن الاقتصاد الألماني ينجح في الصمود أمام مشاعر عدم اليقين التي تشكل حاليا التوقعات الاقتصادية العالمية.
يأتي ذلك في أعقاب أزمة الديون التي تضرب الولايات المتحدة وأجزاء من منطقة اليورو فضلا عن مؤشرات على تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي وارتفاع الضغوط التضخمية.
فيما كان محللون يتوقعون زيادة مبيعات التجزئة بنسبة أكثر من بسيطة تبلغ 1.8% في يونيو. ومع ذلك جاءت مبيعات التجزئة منخفضة بنسبة 1% عن الشهر ذاته من العام الماضي.
وأعرب خبراء اقتصاد عن أملهم في أن يساعد إنفاق المستهلكين القوي بعد سنوات من الركود في تعويض التباطؤ المتوقع في التجارة العالمية.
وما ساعد في تعزيز الإنفاق الاستهلاكي هو التحسن المطرد في عدد العاطلين في ألمانيا.
يأتي صدور بيانات مبيعات التجزئة بعد أن نشر مكتب الإحصاء الاتحادي أول من أمس الخميس بيانات أظهرت أن تحسن سوق الوظـائف في البـلاد دخل عامـه الثـالث خـلال يوليو الجـاري مـع تراجـع عدد العاطلين عن العمل للشهر الخامس والعشرين على التوالي.
وأدى تراجع عدد العاطلين بمقدار 11 ألف شخص مع أخذ المتغيرات الموسمية في الاعتبار إلى أن يصل إلى 2.9 مليون عاطل هذا الشهر عقب انخفاضه بمقدار 8 آلاف شخص في يونيو.