بدأت الحرب الأهلية تدق أبواب صنعاء في ظل عجز إقليمي ودولي عن إيقاف دوران عجلتها، حيث لا تزال أطراف اللعبة السياسية تتبادل الاتهامات بالتسبب في عرقلة الوصول إلى حل يوقف الدمار الذي بدت ملامحه في تطورات أمس الذي شهد قتالا عنيفا بين قوات الحرس الجمهوري ورجال القبائل في أرحب قرب العاصمة اليمنية، وهو القتال الذي سقط فيه العشرات ما بين قتيل وجريح.

ودخل تنظيم القاعدة على خط الصراع، إذ تتهم مصادر رسمية عناصره بالقتال إلى جانب القبائل، وعالم الدين المعروف الشيخ عبدالمجيد الزنداني الذي يرأس جامعة الإيمان.

وتشير المصادر نفسها إلى أن القوات المناوئة للنظام، خاصة القاعدة، قدمت من محافظات مأرب، الجوف، صعدة وعمران، في مسعى للسيطرة على المعسكرات والمواقع والألوية هناك تمهيدا لإحكام القبضة على العاصمة ومدخلها الاستراتيجي باتجاه مطار صنعاء ضمن جولات من حرب استنزاف للسيطرة على الحكم في البلاد.




ما كان يخشى منه الكثير من المراقبين لأوضاع اليمن بدأ بالتحقق على أرض الواقع، فالقتال بين الأطراف المتصارعة بدأ يقترب من مشارف صنعاء، ونذر الحرب الأهلية بدأت تلوح في الأفق في ظل عجز إقليمي ودولي عن إيقاف دوران عجلة الحرب، حيث لا تزال أطراف اللعبة السياسية تتبادل الاتهامات بالتسبب في عرقلة الوصول إلى حل يوقف الدمار الذي بدت ملامحه في تطورات يوم أمس الذي شهد قتالاً عنيفاً بين قوات الحرس الجمهوري ورجال القبائل في أرحب ، الواقعة على بعد كيلومترات قليلة من مطار صنعاء الدولي، وهو القتال الذي أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح في صفوف الطرفين.

واختلطت الأوراق السياسية والقبلية والعسكرية في الصراع الدائر في هذه المنطقة الملتهبة، حتى إن تنظيم القاعدة دخل طرفاً في الأزمة، وأن أعضاءه، وفقاً لمصادر رسمية يقاتلون إلى جانب القبائل ورجل الدين المعروف الشيخ عبدالمجيد الزنداني وفق الرواية الرسمية.

وترى صنعاء أن " الهجوم المسلح لعناصر القاعدة ومليشيات جامعة الإيمان التي يرأسها الزنداني ومليشيات المشترك يأتي بعد يومين من تأكيد زعيم تنظيم القاعدة في اليمن وشبه الجزيرة العربية ناصر الوحيشي تواجد عناصر تنظيمه الإرهابي داخل ساحات الاعتصام للمشاركة في محاولة انقلاب أحزاب اللقاء المشترك على الشرعية الدستورية والنظام الجمهوري والنهج الديموقراطي والتعددية السياسية والأمن والإستقرار".

وتشير ذات المصادر إلى أن القوات المناوئة للنظام، بخاصة القاعدة قدمت من محافظات مأرب، الجوف، صعدة وعمران، في مسعى للسيطرة على المعسكرات والمواقع والألوية هناك تمهيدا لإحكام القبضة على العاصمة ومدخلها الاستراتيجي باتجاه مطار صنعاء ضمن جولات من حرب استنزاف للسيطرة على الحكم في البلاد.

أما الرواية الثانية فيقول أصحابها إن الطيران الحربي قصف، بالتزامن مع قوات الحرس الجمهوري المرابطة في جبل الصمع يوم أمس بسلاح الطيران مناطق آهلة بالسكان في منطقة أرحب، وإن الأهالي ردوا على هذا القصف بهجوم مماثل أسفر عن استيلاء القبائل على بعض المواقع التابعة لقوات الحرس الجمهوري في جبل الصمع وغيرها، وإن القبائل تداعت لنصرة المواطنين في أرحب الذين يتعرضون لحرب إبادة.

وبحسب مصادر محلية فإن مسلحي القبائل تمكنوا فجر أمس من الدخول إلى معسكر الصمع الذي يوصف بأنه من أقوى وأكبر معسكرات الحرس الجمهوري بعد اشتباكات ضارية استخدمت فيها أسلحة ثقيلة ومتوسطة، ما دفع بالطيران إلى قصف المعسكر بشكل عنيف حتى لا يسمح لرجال القبائل بالاستيلاء على ما فيه من أسلحة ثقيلة، مشيرة إلى سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف الجنود والقبائل.

وكان مصدر عسكري قد رحب بأية جهود محلية في محافظة صنعاء لمنع المسلحين القبليين التابعين لمنصور الحنق الشيخ القبلي وعضو مجلس النواب عن حزب التجمع اليمني للإصلاح، من استهداف المعسكرات في المديرية المطلة على مطار صنعاء ولواء الدفاع الجوي، وقال تعليقا على بدء جهود وساطة من قبل بعض مشايخ القبائل لوقف العنف في أرحب إن ليس للجيش أية مصلحة في مثل هذه المواجهات وإن قوات الجيش " تبذل كل جهدها ليكون هدفها محددا بمناطق تجمعات المسلحين التي تستخدم لقصف وحدات الجيش أو تدريب المسلحين".

ووجه أهالي أرحب نداءات عاجلة لإنقاذهم من الدمار الذي لحق ويلحق بهم من جراء استمرار القصف على قراهم ومنازلهم من قبل قوات الحرس الجمهوري، الأمر الذي دفع آلاف الأسر إلى النزوح من مساكنها واللجوء إلى كهوف الجبال للاحتماء من القصف.

سياسياً قالت مصادر مطلعة إن بقاء مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر في اليمن جاء بطلب من دول مجلس التعاون الخليجي ومن دول أخرى أعضاء في مجلس الأمن الدولي، وقالت ذات المصادر إن ابن عمر طالب كافة القوى السياسية في البلاد بضرورة الإسراع في التوافق على حل سياسي يخرج البلد من أزمته الراهنة خوفاً من دخوله أجواء الحرب الأهلية.

وأشارت إلى أن ابن عمر طرح على القوى السياسية اليمنية، سلطة ومعارضة ثلاثة خيارات من شأنها أن تعمل على نقل السلطة في اليمن بشكل سلمي، وهذه الخيارات تتمثل في أن يوقع الرئيس صالح على المبادرة الخليجية والبدء الفوري بتنفيذها أو أن يقوم بتفويض نائبه عبدربه منصور هادي بشكل رسمي وعلني بالتوقيع على المبادرة الخليجية والبدء بتنفيذها، ويكمن الخيار الثالث في اجتماع الموقعين على المبادرة الخليجية من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب المعارضة واتخاذ قرار البدء الفوري بنقل السلطة لنائب الرئيس وفقاً للمادة 116 من الدستور اليمني.