السحر حق.. والعين حق.. ولا يمكن لعاقل أن ينكرهما.. الخلاف على تشخيص الحالات التي نمر بها في حياتنا: هل هي مصابة بالسحر والعين.. أم لا؟
وبدلا من معالجة الإخفاقات بجدية، أصبح هناك من يعالجها بالتوهم.. حكاية ولي أمر طالب كان يشكو من تدهور مستوى ابنه التعليمي.. وحالته المزاجية المتقلبة.. وتحوله لشخص عدائي.. فكان يرمي بالسبب على العين: "ابني مصاب بالعين".. لولا أن ابنه لم يكن مصابا بالعين.. بل كان يخطو أولى خطواته في دنيا المخدرات والحبوب!
ليست لدينا أي رغبة أو مقدرة على الاعتراف بالفشل.. أو الإخفاق.. أو الهزيمة.. نحن مخلوقون للفوز والتفوق.. أي نتيجة أخرى حتما هي بمؤثرات خارجية ليس لنا قدرة عليها.. فنحن إما مصابون بعين ـ لم تذكر الله ـ أو متعرضون لسحر!
وعلى أي حال قد يتم قبول ادعاء السحر من شخص متقاعس، من لص.. مجرم.. فاشل.. يقينا أنه يسعى للنفاذ من العقوبة.. لكن كيف لنا أن نقبله من مؤسسة تربوية شبابية تنشط في مجال قائم على الفوز والخسارة؟! مؤسسة رياضية ترفع شعار العقل السليم في الجسم السليم؟
ـ وفي حالة فريق النصر تحديدا ـ وأرجو ألا تغضبوا مني ـ ربما يكون الأمر أكثر تصديقا لو قلنا إن عملا سحريا هو من منع الفريق من الهبوط لدوري الدرجة الأولى!
عموما لن أضيف جديدا اليوم، كثيرون تحدثوا عن هذا التحول المخجل في تبرير الفشل والإخفاق.. فقط أخشى أن نجد أنفسنا نستمرئ الفشل، طالما أن لدينا شماعة قانونية واجتماعية.. فيكفي أن تقول ابني مصاب بالعين أو ابنتي مصابة بالسحر.. وتنتهي الحكاية بوقوف المجتمع معك ودفاعه عنك، بدلا من توبيخك أو ملامتك أو عتابك أو حتى.. معاقبتك!