إذا كان مطلوباً من الناس العاديين حتى الأميين منهم، التأدب والاحترام لمقام نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم عندما يتحدثون عن سيرته وصفاته العطرة، فإنه من باب أولى أن يلتزم الوعاظ بهذا الأدب. بل علاوة على ذلك، يتوجب عليهم الالتزام بأمرين مهمين وهما، التقيد بالمنهجية العلمية والابتعاد عن استخدام الأمثلة والطرفة المبتذلة التي يقصد منا إظهار (خفة دم المتكلم). ذلك أنه صلى الله عليه وسلم معصوم ومنزه عن العيوب وبالتالي فإن عدم التأدب مع مقام نبوته يعد أمراً محرماً ولا يجب السكوت عليه.
بالأمس، أخطأ بعض الوعاظ في حق نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم فتكلموا عنه بما لا يليق. فقال عمرو خالد إنه أخطأ.. ووصفه طارق الحبيب بصفة تتنافى مع قدسية شخصيته. واليوم يأتي في نفس المسار الدكتور محمد العريفي ويعطينا معلومة مغلوطة ليس لها أي مسوق علمي حين يقول إن نبينا المعصوم ربما باع الخمر. صحيح أننا نفترض في هؤلاء الوعاظ حسن النية وأنهم لم يقصدوا الإساءة، لكن ينبغي القول لهم إن اجتهادهم كان في غير محله، ونبين لهم أن شخصية الرسول خط أحمر لا يمكن تفسيرها بغير ما جاءت به النصوص.
رغم عدم رغبتي الدخول في ردود الأفعال التي سببها كلام الدكتور العريفي فالقصد هنا استباق حسن الظن، إلا أنه ينبغي القول إن بعض الوعاظ لا يعرفون فقه الأدب مع شخصية سيد ولد آدم. فأمثال هؤلاء يتجاهلون اختيار الألفاظ المؤدبة ولا يتأكدون من صحة القول وثبوته. فالحديث الذي ذكره الشيخ العريفي حول بيع الرسول للخمر المهداة إليه لا يستند على علم، وفيه إساءة لمقام النبوة. وهو أمر يعرفه حتى غير المتخصص في الشريعة. فالرسول صلى الله عليه وسلم أدبه ربه، وإنه لعلى خلق عظيم، وإن الله حماه وصانه من الوقوع في أي إثم منذ طفولته.