وأكد عضو هيئة التدريس في جامعة الملك خالد الدكتور صالح أبو عراد في حديثه إلى «الوطن» أن الأسواق الشعبية في منطقة عسير عموما، وبلاد الحجر خصوصا كانت مجالا خصبا لتبادل الرأي والمشورة واستقاء الأخبار.
سوق أسبوعي
إذا كانت تلك الأسواق الأسبوعية بـمثابة الظاهرة الاجتمـاعية التي تشتهر بها أنحاء مـختلفة في الجزيرة العربية بعامة، وفي الـمنطقة الجنوبية من الـمملكة خاصة، فإن هذا يعني أن الأجيال فيها قد توارثت هذا النمط الحياتـي الـمُميز، وحافظت عليه وأولته الكثير من العناية والاهتمـام، وليس أدل على ذلك من أن كل قبيلة أو بلدة تـختص في الغالب بأحد أيام الأسبوع ليكون يوم السوق لـها، حيث كان كل سوقٍ يُسمى في الغالب باسم اليوم الذي يُقام فيه، فيُقال: سوق السبت، أو سوق الأحد، أو سوق الاثنين، وهكذا. وقد يُضاف إلى اسم اليوم اسم الـمكان أو القبيلة كأن يُقال: سبت تُنومة، ثلوث الـمنظر، ربوع السـرو.
رأي وتبضع
على الرغم من أن تلك الأسواق كانت تُقام لغرضٍ رئيسٍ يتمثل في الجوانب التجارية والاقتصادية، وما يترتب عليها من تبادل عمليات البيع والشـراء، وتوفير السلع والبضائع الـمختلفة لأبناء الـمجتمع، إلاّ أن واقع الحال يُثبت أن لـها كثيراً من الـمنافع الـحياتية الـمتنوعة التي تُسهم بفعالية في خدمة الشأن الاجتمـاعي، سواءً أكان ذلك على مُستوى الفرد أو على مستوى الـمُجتمع.
وبين أبو عراد في ورقة علـميّة مُقدمة لـمُلتقى الجمعية التاريخية السعودية فرع منطقة عسير، والذي عقد في النماص بعنوان (بلاد الحجر في التاريخ والآثار) أبرز الأسواق الأسبوعية التي عرفتها بلاد بني شهر (سراةً وتهامة)، ثم انتقل للحديث عن الأسواق الأسبوعية التي عُرفت في تُنُومة قديـماً، مع التركيز على سوق سبت تُنُومة كأُنـموذجٍ لهذه الأسواق، ومن ثم التعرف على مـجموعة الأدوار الـمجتمعية لهذه الأسواق في العصـر الحديث.
أبرز الأسواق
أشارت بعض الـمؤلفات الحديثة إلى أن عددا ليس بالقليل من الأسواق الأسبوعية التي عُرفت في بلاد بني شهر، بشقيها (السـروي والتهامي)، والتي تم توثيق معلوماتها في العديد من الـمؤلفات التي ظهرت في وقتنا الحاضـر، وعلى الرغم من تلك الاختلافات الواضحة التي يُمكن ملاحظتها فيمـا تم تدوينه عنها، سواءً أكان ذلك فيمـا يخص تحديد عددها، أو أسـمـائها، أو مواقعها، أو القبائل الـمعنية بها، إلاّ أن واقع الحال يُخبرنا أنها ليست بالقليلة.
أجزاء تهامية
خلص الدكتور صالح أبو عراد إلى أن عدد الأسواق الأسبوعية في بلاد بني شهر (سـراةً وتهامة)، 13 سوقاً، منها 5 أسواقٍ في بلاد السـراة، و8 أسواقٍ في الأجزاء التهامية، وأن من تلك الأسواق ما هو قائم إلى الآن، ومنها ما توقف لأسباب مـتنوعة، ومنها ما تغير موعده الذي كان عليه.
أسواق عرفت
يذكر أن جـميع الأسواق السابقة كانت قد عُرفت على فترات زمنية مـختلفة، وانتهت جـميعها، ولـم يعد لـها أثر منذ عدة عقود، وليس في تُنُومة في وقتنا الحاضـر إلا سوق (سبت تُنومة)، والطريف في الأمر أن السوق لا يزال قائمـاً، ولكن تحول في الفترة الأخيرة من يوم السبت إلى يوم الـجمعة.
ثم انتقل البحث للحديث عن الأسواق الأسبوعية التي عُرفت في تُنُومة قديـماً، مع التركيز على سوق سبت تُنُومة كأُنـموذجٍ لهذه الأسواق من حيث (سبب التسمية، نشأة السوق وتاريخه، موقعه، أهميته، لمحات من تاريخه، وصفه، ومواعيده ورواده، وأقسامه)، وقبيل الختام، جرى الإشارة إلى مـجموعة الأدوار الـمجتمـعية للأسواق الأسبوعية التي عُرفت في بلاد بني شهر، وآثارها في الحياة العامة، وهي 9 أدوار أبرزها الديني، والتعليمي، والاجتماعي، والقبلي.
حقائق ومطالبات
ضـرورة الكشف عن مـجموعة الوثائق الـخطية التي لـها علاقة وثيقة بهذه الأسواق الأسبوعية.
كل سوق يعتمد على مجموعةٍ من القواعد القبلية الـمكتوبة، والـمواثيق التي أسهمت في تحديد وظائفه
الحاجة قائمة لتدوين وحفظ كل ما يُمكن أن يُسهم في توثيق تاريخ الأسواق الأسبوعية
ضرورة الحرص على إجراء الـمقابلات الشخصية مع كبار السن والـمُعاصرين لتلك الأسواق.
يجب تدوين الروايات والأشعار الشعبية، وحفظ ودراسة الـمُدونات التي لها علاقة بهذا الشأن.
ضـرورة العناية بهذه الأسواق الأسبوعية كآثارٍ ومواقع سياحية جاذبة لكثيرٍ من الناس.
تخصيص بعض الندوات واللقاءات العلمية لدراسة موضوعات مُتعلقة بهذه الأسواق الأسبوعية.
ضرورة الإفادة من تلك الأسواق الأسبوعية كركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الـمحلـي.
العمل على جعلها أداة ووسيلة لتحقيق بعض متطلبات التنمية الوطنية.
الإسهام في تنشيط دورة الحياة الاقتصادية الـمحلية للمجتمع.
9 أدوار لعبتها الأسواق تاريخيا
01 الديني
02 التعليمي
03 الإعلامي
04 الاجتماعي
05 القبلي
06 السياسي
07 الاقتصادي
08 الأمني
09 التنظيمي
أسواق السراة وتهامة
01 سبت تُنومة (سبتان) - قائم
02 الإثنين - متوقف منذ عام 1395
03 الثلاثاء - قائم
04 الربوع - قائم
05 الخـميس (سوق كفاف) تاريخيا - متوقف
06 خـميس ثربان (خـميس الطلاليع) سابقا - قائم
07 أحد ثربَان - قائم
08 أحد عَـبس - متوقف منذ 30 عاما تقريبا
09 إثنين الـمـجاردة - قائم
10 جـمعة أُثرُب - قائم
11 ثلوث الـمنظر - قائم
12 إثنين بقرَه - متوقف
13 سبت خَتبَه - كان قائماً حتى 1407، ثم هُجر، وعاد في 1437