دعا شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب مراجع المذهب الشيعي لإصدار فتاوى صريحة لا لبس فيها بتوقير أم المؤمنين السيدة عائشة وصحابة رسول الله رضوان الله عليهم.

وقال الطيب خلال استقباله أمس وفدا من علماء السنة والشيعة اللبنانيين برئاسة رئيس تجمع علماء المسلمين بلبنان الشيخ حسان محمود عبدالله: إنني أدعو كبار مراجع الشيعة إلى إعلان الفتاوى الصريحة والواضحة والملزمة لكافة الشيعة بضرورة احترام وتوقير أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وجميع الصحابة الكرام وتجريم كل الأقوال التي تنتقص من قدرهم.

ووضع شيخ الأزهر خطوطا حمراء أكد فيها على أنه لا يمكن تجاوزها في حوارنا الذي ترجى معه الوحدة في المواقف المصيرية للمسلمين، مؤكدا على ضرورة التخلي عن ثقافة الحقد التي نراها في كثير من الكتابات والفضائيات، مشيرا إلى أن المساس بجميع الصحابة خط أحمر لا يمكن التساهل فيه.

وتميز لقاء الطيب بالوفد اللبناني بالمكاشفة والمصارحة حيث أبدى شيخ الأزهر رؤيته لمستقبل العلاقات بين أهل السنة والشيعة، وتمنى أن يتواصل العمل سويا لنصرة الإسلام ودعم المسلمين في جميع أرجاء الأرض بالتعاون بين المذاهب الإسلامية واستكمال مسيرة الأزهر في التفاهم والتعاون بين المذاهب الإسلامية.

وشدد الطيب على أن الأزهر هو الحصن الحصين لأهل السنة والجماعة في العالم كله ولن يسمح باختراق المجتمعات السنية من طرف أي مذهب كان، ولا يمكن للوحدة الإسلامية أن تقوم إلا بالاحترام المتبادل والتعددية المذهبية. أما التبشير والتشييع فلا مكان لهما في المجتمعات السنية، والأزهر سيقف بالمرصاد لكل هذه الدعوات.

من ناحية أخرى، أعلن الأزهر استياءه واستنكاره البالغ وإدانته الشديدة للتفجيرات التي وقعت في مدينة أوسلو ـ عاصمة النرويج رمز السلام الاجتماعي العالمي ـ واعتبرها همجية ووحشية لما سببته من إراقة دماء الأبرياء وقتل الآمنين.

وأوضح شيخ الأزهر في بيان له أن الأزهر إذ يدين هذا الهجوم الغادر يؤكد على رؤيته التي سبق أن أعلنها وهي أن الإرهاب لا دين له ولا وطن له, إنما هو سلوك إجرامي قد يصدر عن أفكار وعقائد وأيديولوجيات منحرفة، وأن من ينفذ أفعالا إرهابية لا يمثل إلا نفسه أو حزبه أو جماعته، ولا يمكن أن يكون سبيلا لإدانة حضارته التي يصدر عنها، أو دينه الذي يؤمن به، أو جنسه الذي ينتمي إليه.

كما نبه الأزهر إلى ما سبق أن حذر منه وهو تصاعد اليمين المتطرف في أوروبا والولايات المتحدة لأن خطره لن يقتصر على الوجود الإسلامي واستمرار الأجانب في هذه البلدان وإنما سيمتد إلى مجمل الحياة السياسية والثقافية والاقتصادية في هذه البلدان بما يهدد مقومات الحضارة الغربية والشرقية على السواء، وبما يؤثر على مستقبل العلاقة بين الحضارات.