"الطحن بالرحى" و"الغزل" و"صنع المشموم" حرفٌ يدوية اجتذبت شريحة كبيرة من النساء الكبيرات ممن وجدنا فيها رائحة الماضي وعبقه العاطر، خلال زيارتهن لركن الأجواء الشعبية في ملتقى القافلة النسائي في سنته العاشرة، الذي تتواصل حالياً فعالياته التي انطلقت مطلع الأسبوع الماضي في مدينة الدمام. وتجد كبيرات السن في الملتقى فرصة سانحة لتجديد العهد واجترار الذكريات الجميلة ببساطتها وحلاوتها، حيث مثل لهن ركن الأجواء الشعبية بأكلاته وأجوائه ميداناً لذلك، كما استعاد الركن مسميات الماضي، كالصفرية والمندوس وغيره.
وعن الملتقى، قالت رئيسة لجنة الشعبيات بالملتقى، حنان الأبي، في تصريح صحفي أمس، إن الهدف من مشاركة الركن الشعبي في الملتقى هو التعريف بالموروث الخاص بالمملكة إضافة إلى المناطق الخليجية والعربية والإسلامية وتصحيح بعض المعتقدات الخاطئة التي كانت تمارس في القدم.
وترى "أسماء الغامدي" -زائرة للركن الشعبي- أنه من المهم جداً المحافظة على عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة وإحيائها في جميع المناسبات حتى لا تندثر، فيما تشير "هدى الزهراني" إلى ضرورة ترسيخ حب التراث بأنواعه في عقول الأطفال، بينما تقول "سعاد الوادعي" إن التمسك بعادات وتقاليد أجدادنا والتعرف على حياتهم والمحافظة عليها أمور تساعد على حفظ هذا الإرث الجميل من الاندثار. في حين أبدت "سمر"، إحدى الزئرات استياءها من حال بعض أبناء هذا الجيل وعدم تمسكهم بعادات وتقاليد الأجداد. من جانبها تحرص "صالحة" -45 عاماً- على زيارة ملتقى القافلة كل عام، وتقول إن أبنائي يحضرون معي باستمرار، مبديةً إعجابها بركن الشعبيات من حيث التنظيم وكثرة عدد الزوار.