أهمية المؤسسات غير الرسمية في المجتمع تنبه لها مؤسس هذه البلاد، رحمه الله، مبكرا، وكانت رؤيته الاستراتيجية لهذه المؤسسات غير الرسمية المكونة للمجتمع السعودي، من قبائل ومناطق، واضحة، واستطاع معرفة كيفية تفعيلها لتوحيد الهدف والإنسان والمكان، بل إن هذه الرؤية هي التي نقلت المجتمع من الصراع إلى التعاون، وازدهرت هذه البلاد وفق هذه الرؤية وذلك الهدف.

ولأن المملكة، ولله الحمد، تشهد تطورا شاملا في جميع المجالات، بفضل الرفاه والأمن والتعليم، ولوجود توجه إعلامي لمؤسساتنا غير الحكومية، في ظل الإعلام الجديد المتمثل في المواقع الإلكترونية للقبائل والمناطق وبعض القنوات المحسوبة عليها، ولكي لا يقاد هذا التوجه الإعلامي إلى أمور لا تخدم الصالح العام؛ فإن وجود ضوابط نظامية فقط، قد لا يكون هو الأسلوب الأمثل ما لم يكن هناك حوافز وتقدير من الدولة للمواقع التي تخدم الهدف الوطني.

ولتحفيز مؤسسات المجتمع غير الرسمية من أفراد متطوعين، وقبائل، وقطاع أهلي؛ على المشاركة في خدمة الأهداف التنموية، أرى أن تكون هناك جائزة وطنية على غرار جوائز الأمم المتحدة، تتوافق مع المعايير الدولية لتنمية المدن والمجتمعات، من خلال تصنيف المناطق باعتبار ما فيها من مؤسسات مجتمعية غير رسمية تصنيفات وطنية تنموية، مثل (المنطقة المتعاونة، المنطقة المعلوماتية (الذكية)، المنطقة الأمنية)، وأرى أن تمنح تلك الجائزة للمؤسسات غير الرسمية فقط، وأنا على قناعة بأن مثل هذه الجائزة ستسهم بإذن الله في نقلة نوعية لما يقدم في تلك الوسائل الإعلامية، وتحفزها على التنافس الشريف في تقديم ما يخدم التنمية، وعلى توظيف طاقات أبنائها في تدعيم الشعور بالمسؤولية الوطنية والتنموية المشتركة، بعيدا عن الاهتمامات السلبية والنزاعات (الماضوية). ولتحقيق ذلك أقترح ربط هذه المواقع والقنوات (بمرصد إلكتروني) يمنح التصاريح النظامية للمؤسسات التي ترغب في نيل تلك الجائزة، وينظم أعمالها، ويقدم لها الخدمة من موقع واحد، ويكون (قاعدة معلومات) ترصد التطورات الداخلية لقياس تطلعات تلك المؤسسات وتوجهاتها، ويضع المعايير الدقيقة للترشح لهذه الجائزة؛ لضمان توجيه التنافس والمشاركة بالطرق العلمية الحديثة، التي لا يمكن معها استغلال مثل تلك المواقع فيما يبث فرقة أو يزرع مناطقية. وقد يكون من الأنسب أن تكون هذه الجائزة وهذا المرصد الإلكتروني تحت مظلة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، فهو الجهة المعنية بذلك. وسوف يؤدي بمثل هذا المرصد إلى خدمة الحوار الوطني ورسالته السامية.