خاطب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، علماء المؤتمر العالمي لرابطة العالم الإسلامي قائلا: أنتم يا أبناء الإسلام، أنتم مسؤولون أمام الله ثم أمام شعوبكم وأمام العالم.
وأضاف: أحثكم على عقيدتكم الإسلامية، فإذا ما دافعتم عنها يا أبناءها فمن يدافع عنها؟ .. أنتم الأساس، والقدوة ، فشمروا عن أيديكم وربكم فوق كل شيء.
وأكد أن هناك فئة من أبناء العالم الإسلامي يدمرونه بالتفرقة وبالأشياء التي لا تمت إلى العقيدة الإسلامية.
وقال: إن ما في العالم الإسلامي من خراب ودمار مع الأسف من أبنائنا، ولهذا انفوهم، انفوهم، وعليكم بالعقيدة، عقيدة الإسلام الصحيح.
إلى ذلك أيد مجلس الوزراء في اجتماعه أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين، صدور الأمر الملكي بزيادة دعم الأعلاف ومدخلاتها بنسبة 50% عما هو معمول به حالياً، والقاضي كذلك بأنه على جميع الجهات المعنية اتخاذ اللازم بتشديد مراقبتها للأسواق وأسعار السلع وإيقاع أقصى العقوبات تجاه كل مخل أو متكسب جشع.
نص كلمة خادم الحرمين الشريفين
إخواني .. إخواني الأشقاء ..
أرحب بكم في بلدكم، بلد العالم الإسلامي، أرحب بكم من مكة المكرمة والمدينة المنورة، أرحب بكم ترحيبة الأخ لإخوانه.
أرحب بكم وأطلب منكم وأحثكم على عقيدتكم الإسلامية، فإذا ما دافعتم عنها يا أبناءها فمن يدافع عنها؟ من سيدافع عنها أنتم. أنتم الأساس، أنتم القدوة، فشمروا عن أيديكم وربكم فوق كل شيء.
ربكم معكم إن شاء الله ، نعم، العالم الإسلامي عزيز إن شاء الله، عزيز بالله، عزيز بالله ثم بكم يا أبناءه، أبناءه الخيرين لا المدمرين. الآن فيه فئة من أبناء العالم الإسلامي ما ننكرهم أنهم من العالم الإسلامي، ولكنهم يدمرون العالم الإسلامي بالتفرقة وبالأشياء التي لا تمت إلى العقيدة الإسلامية. الآن أنتم يا أبناء الإسلام، أنتم مسؤولون، أنتم مسؤولون أمام الله ثم أمام شعوبكم وأمام العالم. ولله الحمد الإسلام منتصر، وأبشركم أنه في كل شهر يسلم ما بين أربعمائة وخمسمائة شخص والحمد لله، هذا مع ما فينا بالعالم الإسلامي من خراب ودمار مع الأسف من أبنائنا، من أبنائنا، من أبنائنا، ولهذا انفوهم، انفوهم، وعليكم بالعقيدة، عقيدة الإسلام الصحيح، عقيدة المحبة، عقيدة الوفاء، عقيدة الإخلاص، عقيدة الإيمان والعقيدة الإسلامية، هذا هو الإسلام، وأنتم يا أبناء الإسلام جميعاً تتحملون هذه المسؤولية.
أرجو لكم التوفيق والنجاح، والمطلوب من المملكة العربية السعودية كل ما يطلب منها في خدمة الإسلام والمسلمين مستعدة، مستعدة، مستعدة.
إخواني أنا فرد من عالمي، عالمنا الإسلامي، ولكن أنتم يا قادة العالم الإسلامي تتحملون المسؤوليات، أرجوكم، أرجوكم، أرجوكم تقوى الله فوق كل شيء، والعقيدة الإسلامية، هدفكم وغايتكم هي العقيدة الإسلامية. فأتمنى لكم التوفيق، وأرجو لكم الحظ السعيد إن شاء الله، مع همتكم وأخوّتكم وتصادقكم. وكل عام وأنتم بخير.
بعد ذلك عقب الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ على كلمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز منوهاً بلقائه ـ حفظه الله ـ بالعلماء ووصف اللقاء بأنه لقاء أخوة ومحبة.
ورد عليه خادم الحرمين الشريفين قائلاً هؤلاء كلهم أبناء الإسلام، يفتخر الواحد ويعتز بكم، لكن مع الافتخار لا بد من عمل، عمل أشياء مطلوبة منكم، من كل فرد منا، ومن الذين وراءنا إن شاء الله. مع الأسف يتألم الواحد إذا شاهد ابنا من أبناء الإسلام يتسبب في أذى الإسلام، مع الأسف هذا يؤلم، ومن أعداء الإسلام يعتزون ويريدون هذا الشيء في ظهور العالم الإسلامي، ولكن العالم الإسلامي إن شاء الله واعي ، واعي ومنتبه، وهذه أمانتكم.
قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمشاركين في أعمال المؤتمر العالمي لرابطة العالم الإسلامي: أنتم يا أبناء الإسلام ، أنتم مسؤولون أمام الله ثم أمام شعوبكم وأمام العالم.
وأضاف: أحثكم على عقيدتكم الإسلامية ، فإذا ما دافعتم عنها يا أبناءها فمن يدافع عنها، من سيدافع عنها ، أنتم. أنتم الأساس، أنتم القدوة ، فشمروا عن أيديكم وربكم فوق كل شيء.
وأكد خادم الحرمين، أن العالم الإسلامي عزيز إن شاء الله ، عزيز بالله ، ثم بكم يا أبناءه ، أبناءه الخيرين لا المدمرين.
وأوضح أن هناك فئة من أبناء العالم الإسلامي يدمرونه بالتفرقة وبالأشياء التي لا تمت إلى العقيدة الإسلامية.
جاء ذلك خلال استقباله، في قصره بجدة أمس مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والافتاء رئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتورعبدالله بن عبدالمحسن التركي والمشاركين في أعمال المؤتمر العالمي الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي برعاية من خادم الحرمين الشريفين تحت عنوان( العالم الإسلامي .. المشكلات والحلول ) واختتم أعماله في وقت سابق أمس.
مشاكل الأمة
وبدئ الاستقبال بتلاوة آيات من القرآن الكريم ، بعد ذلك ألقى مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة قال فيها : إمام المسلمين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفقه الله وأعانه على كل خير ، وبارك له في عمره وعمله وجعله بركة على أمته وعلى المسلمين أجمعين.
خادم الحرمين الشريفين .. في هذه الأيام عقدت الرابطة مؤتمراً لها بعنوان (العالم الإسلامي .. المشكلات والحلول ) واستقطبت لذلك أعداداً كبيرة من العالم الإسلامي لتمثيل العالم الإسلامي والأقليات الإسلامية في أرجاء المعمورة ، وحضر هذا اللقاء ما يزيد على مائتين وخمسين مدعواً.
وجرى في هذا اللقاء تداول بحوث جامعة لعلاج مشاكل الأمة الإسلامية التي وقعت فيها والأسباب التي تخلص الأمة من هذه المشاكل وتبصر المجتمع المسلم بما يجب عليه، وأن هذا الانقسام وهذه الفرقة لا بد لهما من علاج على ضوء الكتاب والسنة.
ولا شك يا خادم الحرمين الشريفين أن ارتباط العالم الإسلامي بهذا البلد ارتباط وثيق ، فعلماء المسلمين في أرجاء المعمورة يرون أن هذه البلاد بيتهم ومرجعهم يرجعون إلى قادتها ، لأن قادتها ولله الحمد حملة الكتاب والسنة ومحكمي الشريعة الذين جعل الله على أيديهم خدمة الحرمين الشريفين والقيام بواجبهما وخدمة المسلمين ودعم رابطة العالم الإسلامي.
خادم الحرمين الشريفين .. لا شك أن هذه اللقاءات كلها خير ، وأرجو من مقامكم الكريم التفضل بأن يكون اللقاء بهذا المؤتمر (العالم الإسلامي .. المشكلات والحلول ) سنوياً لأن المشاكل متعددة والحلول التي توضع وتنفع الأمة وتبصرها بأمر دينها ودنياها، ولها من الأثر العظيم الفعال في ذلك.
تداول الرأي
ثم ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي كلمة قال فيها : إن الهدف الرئيس للمؤتمر هو تداول الرأي فيما يجري في بعض البلاد الإسلامية من أحداث مؤلمة مليئة بالفتن، والفوضى والقتل وتدمير الممتلكات، وإبداء الرأي الشرعي في هذه الأحداث، والإسهام في تجنيب الأمة الإسلامية دولاً وشعوباً الفتن والاضطرابات ، كذلك الإسهام في تحقيق ما يتطلع إليه المخلصون من أبنائها من استقرار وأمن وعدل ورفاهية ، ولا شك أن هذه القضايا في غاية الأهمية ، وخاصة حينما يجتمع علماء لهم تجربة ولهم خبرة، ويجتمع المثقفون لدراستها ومناقشتها وإبداء الرأي فيها.
وأضاف التركى أننا في أمس الحاجة للتركيز على هذه القضايا، ولذلك اجتمع هذا العدد الكبير من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، والمكان الذي عقد فيه وهو مكة المكرمة بجوار البيت العتيق، وبرعايتكم الكريمة، وفي المملكة حيث الاستقرار وحيث الأمن وحيث الرفاه والحمد لله
.
كلمة المشاركين
عقب ذلك ألقى رئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية المشير عبدالرحمن سوار الذهب كلمة المشاركين في المؤتمر عبر في بدايتها عن الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين عرفاناً بجهوده حفظه الله في خدمة الإسلام ومتابعة شؤون المسلمين وحل مشكلاتهم والحرص على وحدة الأمة والسعي الدؤوب لربطها بحبل الله المتين وإصلاح أوضاعها وفق النهج الإسلامي " إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب".
وقال: لقد ضربتم يا خادم الحرمين الشريفين مثلاً في تطبيق أحكام الإسلام في المملكة،وتابعتم النهج الإسلامي لمؤسسها الملك عبدالعزيز رحمه الله مما حقق لهذه البلاد المباركة نهضة شاملة مشهودة وجعلها كياناً موحداً يعتصم أهله بكتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه, وإن المملكة هي الدولة المسلمة التي يتطلع إليها المسلمون في كل مكان ترعى قيادتها الحرمين الشريفين وملايين الحجاج والمعتمرين والزائرين وتواصل الخدمة تلو الأخرى للإسلام، وفي مقدمتها خدمة كتاب الله العظيم الذي طبعت الملايين من نسخه ونسخ ترجماته ووزعتها في أنحاء العالم إلى جانب دفاعها عن الإسلام الذي تعرض للحملات المعادية, ونصرتها لنبي الرحمة محمد عليه الصلاة والسلام ودعمها لقضايا المسلمين.
حضر الاستقبال رئيس الاستخبارات العامة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ونائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز ووزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة.
مؤتمر الرابطة: ما يحدث في بعض الدول الإسلامية نتيجة الفجوة بين الحاكم والمحكوم
مكة المكرمة: خالد الرحيلي
أكد المشاركون في مؤتمر"العالم الإسلامي .. المشكلات والحلول" الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة واختتم أمس، على أن ما يجري في بعض الدول الإسلامية من أحداث، نتيجة للبعد عن طريق الله المستقيم والتفريط فيما شرعه الله تعالى من إقامة العدل والإحسان وأداء الواجبات وحماية الحريات وصون الحقوق واحترام الكرامة الإنسانية، وأوضحوا أن الأحداث تكشف عن أزمة حقيقية في التصورات وقصور في رعاية المصالح العامة وفجوة بين الحاكم والمحكوم ، مما يعرض الأمة لمزيد من الصراعات والفتن والكوارث.
وقالوا في البيان الختامي: لا يحول دون ذلك سوى الإصلاح وإقامة العدل ورفع الظلم والاستبداد وتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية، وذلك ضمن مشروع إصلاحي شامل وفق الضوابط الشرعية يستثمر طاقات الأمة المعنوية والمادية والبشرية.
وحذرالمشاركون من غموض المفاهيم في بعض الشعارات المعلنة وبعدها عن مفاهيم المسلمين وقيمهم، مما يؤدي إلى فصل الدولة عن الدين والتجافي بينهما وما ينتج عن ذلك من آثار تزيد من عمق الجراحات وآلامها لتعارضها مع تطلعات الشعوب المسلمة، مؤكدين على أهمية تبوء العلماء مكانتهم الرفيعة في الأمة والقيام بواجبهم في التصدي للأزمات الراهنة بتبيان الموقف الشرعي في المستجدات وتقديم النصح والتوجيه والتحذير مما يخالف الشريعة الإسلامية من الفتن وشق الصف وزرع الشقاق وتدخل الأعداء الذين يسعون إلى تمزيق الوحدة الوطنية.
ودعا المشاركون إلى دعم المؤسسات المعرّفة بالإسلام وحثها على عرضه بطريقة تسهم في حل مشكلات العصر ومستجداته والتنسيق بينها في وضع الخطط التي تعالج القصور في فهم الإسلام وتتصدى للافتراءات المثارة حوله ووجوب العمل بأحكام الشريعة الإسلامية - حكومات وشعوباً - والتمسك بوسطية الإسلام والحذر من الجفاء عنه والغلو فيه ، ومواجهة الغلو الفكري والانحراف العقدي بالحوار البنَّاء الذي يرسخ خيرية الأمة.