وقال الأمير خالد الفيصل خلال حفل إعلان الجائزة في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، أمس، «يسرني أن أعلن عن الفائز بجائزة الاعتدال في دورتها الثالثة للعام 2019، وهو الدكتور عبدالله الربيعة».
وتعد جائزة الاعتدال من أهم الجوائز المحفزة لتعزيز قيم الاعتدال والوسطية ومكافحة التطرف بجميع أشكاله محلياً وخارجياً، وهي الأولى من نوعها على المستوى الإقليمي والدولي.
13 منصبا
13 منصبا تولاها الدكتور الربيعة، ساهمت في اختياره لنيل الجائزة، كان من أبرزها: وزير الصحة، استشاري جراحة الأطفال، حيث أجرى 47 عملية للتوائم السيامية من 20 دولة، لتنقل عملياته الجراحية صورة ونهجاً سعوديا يدعو إلى النهج الوسطي. وواصل الربيعة هذا النهج، بعد أن تولى مهمة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، حيث ساهم بعد توليه عام 2015 مهمة الإشراف على مركز الملك سلمان للإغاثة في تنفيذ توجيهات خادم الحرمين، ليكون المركز مختصا بتقديم البرامج الإنسانية والإغاثية المتنوعة وفقاً للأهداف والمبادئ الإنسانية النبيلة المتمثلة بالحيادية والشفافية والاحترافية والمهنية والمبادرة والإبداع وبناء الشراكات والدعم المجتمعي للدول الشقيقة والصديقة، حيث وصلت المساعدات الإنسانية المقدمة إلى 1050 مشروعا في 44 دولة بقيمة 3.542 مليارات دولار أميركي، كما نفذ المركز 225 مشروعا مخصصا للمرأة بقيمة 389 مليون دولار، كما خصص 224 مشروعا للأطفال بقيمة 529 مليون دولار.
برنامج فصل التوائم
يعد البرنامج السعودي الوطني لفصل التوائم السيامية مرجعا عالميا، حيث تم خلال الـ29 عاما الماضية تقييم ودراسة 106 حالات توائم سيامية، من 20 دولة تمثل 3 قارات، وفصلت المملكة من خلال البرنامج 47 توأما سياميا بنجاح مما جعل البرنامج إحدى المبادرات الإنسانية الطبية السعودية المتميزة على مستوى العالم.
وساهمت هذه العمليات التي قام بها الدكتور الربيعة في إيصال رسائل اعتدال وتسامح للعالم، ما أدى إلى اعتناق والد التوأم الكاميروني «فينبو وشيفنبو» الدين الإسلامي (أجريت لهما عملية فصل عام 2007)، وتبعه جميع أهالي قرية التوأم، ووالدة التوأم السيامي التنزاني «أنيتسيا وميلنيس» التي أشهرت إسلامها ولقنها الربيعة الشهادة عقب نجاح عملية فصل طفليها عام 2018.
الطبيب الأشهر
شكل ديسمبر 1990، فرصة تاريخية للدكتور الربيعة ليلفت أنظار وسائل الإعلام المحلية والعالمية، ليقوم بأصعب العمليات الجراحية تعقيداً بعد فصله أول توأم سعودي ملتصق في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض.
هذه الحالة شكلت شغفا للطبيب السعودي الذي أصبح الأشهر على مستوى وسائل الإعلام الدولية، بعد أن أجرى 47 عملية ناجحة لفصل معقد لتوائم سيامية، من 20 دولة، كان منهم 3 لتوائم طفيلية، والبقية لتوائم سيامية كاملة.
وتعد حالة التوأم الماليزي الملتصق أحمد ومحمد من أكثر الحالات تعقيدا، حيث أجريت العملية الجراحية للتوائم في سبتمبر 2002، واستغرقت المراحل الجراحية العديدة 23.5 ساعة، وأدت إلى انفصال ناجح.
5 أهداف
وضع مسؤولو الجائزة نصب أعينهم 5 أهداف رئيسية للجائزة تثمل في: إبراز الصورة الحقيقة للمملكة في مجال الاعتدال، دعم جهود الاعتدال، تشجيع المبادرات المعززة لثقافته، زيادة مستوى الوعي حول أهميته، دعم وإبراز الجهود الرائدة للأفراد والجماعات أو الهيئات والمؤسسات التي تهدف إلى تعزيز مفهوم الاعتدال وتطبيقه.
فكر الفيصل
انطلقت فكرة الجائزة قبل 3 سنوات من الأمير خالد الفيصل، ليجمع فيها منهجه الدائم «لا للتطرف لا للتكفير، لا للتغريب، نعم للاعتدال في الفكر والسياسة والاقتصاد والثقافة، إنه الدين والحياة، إنه الإسلام والحضارة، إنه منهج الاعتدال السعودي»، ليكون هذا النهج نقطة انطلاق لأول جائزة في الشرق الأوسط والمجتمع الدولي تعنى وتهتم بتعزيز الاعتدال والوسطية.
تعاون
أبرمت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي برئاسة الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، مذكرة تعاون إلحاقية مع معهد الأمير خالد الفيصل للاعتدال بجامعة الملك عبدالعزيز، وذلك برعاية الأمير خالد الفيصل.
وتحقق المذكرة التعاون والتكامل بما يفيد المجتمع، ونشر أهداف الطرفين وترسيخها، وترسيخ منهج الوسطية والاعتدال وتعميقه وتأكيده القائم على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح الذي تقوم عليه هذه البلاد.
أهداف
تهدف الاتفاقية إلى إجراء الأبحاث العلمية المشتركة، والدراسات التطبيقية والميدانية في مجال تأصيل منهج الاعتدال والوسطية، وتنمية الوعي الفكري والتحصين من التطرف والغلو بكل أشكاله، وتبادل الزيارات بين الباحثين والمختصين.
ونصّت المذكرة على التحاق 25 طالبًا من منسوبي الرئاسة العامة ببرنامج الماجستير في الاعتدال التابع للمعهد، ويتم بموجب المذكرة تنفيذ عدد من البرامج التدريبية وحلقات النقاش المشتركة والمتخصصة في الاعتدال والوعي الفكري والتحصين من التطرف.
وكانت الرئاسة والمعهد قد وقعا في وقت سابق مذكرة تفاهم تنص على تبادل الخبرات والمعلومات حول الملتقيات والمؤتمرات التي تعنى بشأن منهج الاعتدال والوسطية وتنمية الوعي الفكري والتحصين من التطرف والغلو بكل أشكاله.
تثمين
رفع الرئيس العام لشؤون الحرمين الشكر والتقدير إلى الأمير خالد الفيصل بمناسبة تدشين سموه برنامج «اعتدال» في الحرمين الشريفين، والذي يعد نُقلة نوعية، ومن خلاله يمكن الارتقاء بالفكر، ورفع وعي المجتمع تجاه ما يضر بكيانه واستقراره، كالإرهاب والتطرف والغلو بكافة أشكاله، حيث إن من أهدافه أيضاً إبراز جهود هذه الدولة المباركة في مجال الاعتدال على المستوى العالمي سياسياً واجتماعياً.
إنجازات الربيعة
- 13 منصبا تولاها
- 47 عملية فصل للتوائم السيامية
- 1275 مليار ريال قيمة المشاريع
- 225 مشروعا مخصصا للمرأة
- 224 مشروعا للأطفال