إن ما نعيشه في هذ الزمن من أحداث اقتصادية لم تترك مكاناً فوق الأرض دون أن تؤثر فيه، وهو ما يجسّده الواقع الذي نعيشه، أو هو ما يعبّر عنه بالعولمة، يدفعنا إلى إعادة التفكير في واقعنا، فالأحداث تحرّك فطرة التفكير الكامنة في عقول العقلاء، وهم من يقودون المجتمع، ويسودون الدهماء من الناس، الذين يحملون عقولهم دون أن يدركوا وجودها.
وهذه هي الفطرة التي خلق الله سبحانه وتعالى الناس عليها في تجمعهم، حيث تبرز عادة فئة منهم تقودهم وتوجههم، فقدرات الناس تتفاوت، وقدرتهم على استثمار نعمة العقل تتباين من إنسان إلى آخر، تماماً كما هي تعاملاتهم مع ماديات الحياة، ولهذا تكون الطبقات في كل المجتمعات، ولله في خلقه شؤون، وإن كانت للإنسان مساحة من الحرية في الحركة والبحث عن الرزق وتحسين دخله ومستواه الاقتصادي بالسعي في مناكب الأرض.
ولعل أفضل أداة يتسلح بها الإنسان في صراعه مع متطلبات الحياة، هي حسن استثماره لعقله، بالعلم والمعرفة، إذ لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. وواقع العالم العربي في مواجهة زحف العولمة الجارف يحتم على كل إنسان عربي أن يبدأ بنفسه ليكون بذلك قدوة لمجتمعه، حتى تستطيع الأمة العربية أن تنهض من كبوتها، وتواكب هذا العصر، فقطار التطور في العالم لا ينتظر طويلاً.