دعا محاضر وكاتب إسلامي بريطاني إلى عدم توجيه اللوم للغرب في عدم معرفته بالإسلام، لأن ذلك جزء من مسؤولية المسلمين أنفسهم، مشددا على أن غياب الأزهر عن الساحة أدى إلى غلبة بعض الأصوات المتطرفة. وأوضح القس الكاثوليكي، قبل اعتناقه الإسلام، إدريس توفيق خلال حديثه أول من أمس بمكتبة الإسكندرية، عن "المسلمون في الغرب.. دروس مستفادة" أن الثورة المصرية، وغيرها من الثورات العربية، ستكون فارقة في رؤية الغرب للإسلام، لافتا إلى أنها لاقت بالفعل صدى جيدا في الغرب الذي بدأ مراجعة نظرته للإسلام. وقال توفيق في الندوة التي نظمتها وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية: إذا تحدثنا عن الإسلام والغرب، فإننا نتناول موضوعين متوازيين: الأول هو الإسلام والغرب بما تحمله تلك العلاقة من صراع، والثاني هو المسلمون في الغرب.
وفيما يتعلق بالموضوع الأول، شدد على أن رؤية الغربيين للإسلام ليست واحدة؛ إذ يمكن تقسيمهم إلى أربع مجموعات بالنسبة لعلاقتهم بالإسلام. وتتمثل المجموعة الأولى في الكارهين للإسلام، وهم فئة قليلة للغاية، وتنحصر المجموعة الثانية في السياسيين اليمينيين الذين يبحثون عن خصم محلي لتحقيق مكاسب سياسية على حسابه، والفئة الثالثة تتمثل في الإعلاميين والصحفيين الباحثين عن الإثارة، بعد أن حولت أحداث 11 سبتمبر أخبار المسلمين إلى الأكثر إثارة في الصحافة الغربية. وأضاف أن هذه الفترة وما تلاها شهدت موجة انتقاد صريح أو ضمني للإسلام وربطه بالإرهاب واضطهاد الأقليات والمرأة، ذاكرا أن الفئة الأخيرة تمثل الأغلبية السائدة في الغرب وهم الذين لا يعلمون شيئا عن الإسلام، أو لديهم أفكار بسيطة مغلوطة، مؤكدا أنه من الخطأ لوم هؤلاء على جهلهم بالإسلام، فواجب المسلمين الأول هو التعريف بدينهم باستخدام اللغة والمداخل التي يفهمها الغرب.
يذكر أن إدريس توفيق حصل على شهادة في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة مانشستر، وأخرى في علم اللاهوت المقدس من جامعة القديس توما الاكويني في روما، كما رأس لسنوات قسم الدراسات الدينية في عدد من المدارس في إنجلترا وويلز، وله إسهامات كثيرة في مجال الحوار بين الأديان.