أكد الفنان التشكيلي الألماني آرام أن الإخلاص في حب الفن هو الطريق الوحيد كي يصبح الشخص فنانا، منتقدا أداء أكثرية الفنانين العرب الذين يتماهون مع الفن الأوروبي تحت ذريعة الكونية. وقال آرام السوري الأصل خلال ندوة أقيمت في بيت التشكيليين بجدة مساء أول من أمس "إنه لا يمكن للفنان إلا أن يكون ابن بيئته، وكلما التصق بها زاد من حضوره كفنان، معتبرا أن العالمية التي يتحدثون عنها لا تعني شيئا سوى أن يترك الفنان أثرا يتخطى حدوده نحو العالم، وليس شرطا أن يكون ذلك بمنظور غربي". ووصف آرام غياب الهوية العربية عن الفنون التشكيلية بأنها مسألة تكاد تكون واضحة في إنتاج الفنانين العرب، وهو ما يعني أن هناك غيابا للمؤسسات التي تتبنى الفن وتستثمره كأحد أهم العوامل الثقافية التي تؤكد حضور الإنسان، مضيفا أنه لاحظ أن الفن التشكيلي في المملكة يتقدم بسرعة، بعد ظهور توجه لرعاية الفنون البصرية واستثمارها، "ومن خلال علاقتي بالفنانين السعوديين وزيارتي لعدد من صالات العرض أستطيع القول بوجود اهتمام متزايد بالفن، وهناك اهتمام اجتماعي ومؤسسي".

وكان الفنان القادم من ألمانيا، سرد شيئا من سيرته الذاتية، وتحدث باقتضاب عن تجربته تاركا فسحة واسعة للحوار معه، وأجاب على أسئلة الفنانين والفنانات. وعرض منتجا له، كان مفاجئا للحضور، وهو "فيلم تشكيلي لأحداث سورية" بالأبيض والأسود ومدته تزيد عن 8 دقائق، إضافة إلى تحريك اللوحات التشكيلية بالفيديو حيث استطاع أن يحولها إلى حكاية، وقال "إن كل ثانية في الفيلم تحتاج إلى رسم 18 لوحة لتشكل فيما بينها حركة تعبيرية تنتقل من لوحة إلى أخرى. أدهشت التجربة الفنانين الشباب الذين استشعروا غناها الفني، وتحدثوا عنها بكثير من الإعجاب.

من جهته أعلن رئيس بيت التشكيليين الفنان سامي الدوسري عن منح آرام العضوية الشرفية للبيت. ولوحظ خلال الندوة غياب الفنانين التشكيليين السعوديين عنها، ولم يحضر سوى عدد قليل منهم، بينما ملأ القاعة فنانون شباب أكثرهم من الجنس الناعم، أداروا حوارا مع الفنان حول تجربته.