تبحث الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان عبر فرعها بجدة قضية عنف أسري تعرضت له باحثة وطالبة دكتوراه سعودية مبتعثة لدراسة العلاقات الدولية في المملكـة المتحدة، على يد والدها، الذي تقدم ببلاغ إلى الجهات الأمنية يفيد بهروب ابنته من الرياض إلى جدة، حيث قبض عليها بعد ذلك من قبل الشرطة وتم إيداعها دار رعاية الفتيات في العاصمة المقدسة.

وقالت مصادر "الوطن" إن الفتاة هربت من منزل والدها في الثاني من يوليو الجاري وتم القبض عليها بعد خمسة أيام من هروبها.

وأوضح رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور مفلح القحطاني لـ"الوطن" أنه تم توجيه فرع الجمعية بمكة المكرمة لمتابعة حالة الفتاة، والتواصل معها ومع ذويها ومعرفة خلفيات القضية، وإيجاد الحلول المناسبة لوضعها.

من جهتها، أكدت المسؤولة في جمعية حقوق الإنسان بمكة المكرمة نجوى الحربي في تصريحات إلى "الوطن": أن الفتاة أودعت دار رعاية الفتيات، وقمنا بالاستفسار عن وضعها وحالتها، وتم إبلاغنـا أنها محالة إلى التحقيق بعد تقدم والدها ببلاغ يفيد بهروبها من المنزل، وتم القبض عليها بناء على ذلك البلاغ.

وأضافت الحربي: في حال انتهت التحقيقـات مع الفتـاة، فستتم إحالتها إلى دار رعاية الفتيات في الرياض، ونحن في الجمعية ننتظر أيضا نتائج التحقيق كي نتأكد من تعرض الفتاة للعنف كما ذكرت في شكواها. وأعربت الحربي عن قلقها من إعادة الطالبة إلى ذويها بعد انتهاء التحقيق خاصة إذا ثبت أنها تعرضت لأي نوع من أنواع العنف الأسري.

وبدأت تفاصيل قصة الطالبة، حسب ما سردتها مصادر مقربة من الفتاة لـ"الوطن" أمس عندما كانت تدرس في بريطانيا، إذ أكدت إحدى الفتيات المقربات من الطالبة أن زميلتها (أ.م) تعرضت لعنف أسري منذ أشهر على يد أخيها المرافق لها في البعثة الدراسية هناك، ومن ثم سافر والدها إلى بريطانيا لإعادتها إلى المملكة.

وأكدت المصادر أن الطالبة عندما عادت إلى أرض الوطن، دأب والدها على تعنيفها وضربها وحبسها في المنزل ورفض تماما أن تعود للدراسة في بريطانيا وهي الباحثة عن درجة الدكتوراه في تخصص العلاقات الدولية.

وتحمل الطالبة جواز سفر وإقامة بريطانية دائمة، ونظرا لتفوقها وافق الأب على ابتعاثها إلى لندن لإكمال دراستها بمرافقة شقيقها.

وأفادت المصادر أن الطالبة حينما تعرضت لعنف شقيقها، دوّن ذلك في محضر لدى الشرطة البريطانية، إلا أن الطالبة تنازلت عن دعواها ضده، وما أن علم أبوهما بالقصة حتى سارع بالذهاب إلى هناك وإعادتها وإخبارها بأنها ستتوقف عن الدراسة نهائيا.

وبقيت الطالبة نحو 7 أشهر وهي تطلب والدها أن تسافر لتستكمل دراستها وأن تخرج من عزلتها المنزلية وأن يتوقف عن تعنيفها، إلا أن الأب رفض كل ذلك، مما جعل الفتاة تبحث عن وسيلة للهروب من المنزل.

فما كان منها إلا أن هربت من منزل أسرتها في الرياض، واتجهت إلى جدة على أمل أن تتقدم ببلاغ إلى الشرطة حول وضعها، ولكن والدها كان أسرع منها إذ تقدم ببلاغ يفيد بهروبها ليتم القبض عليها والتحقيق معها، وما زالت سجينة في دار رعاية الفتيات منذ 20 يوما.