عدنا مجدداً إلى الدراسة، إلى تسديد أقساط المدارس الخاصة، والزحام، وملاحقة الشوارع، والبحث عن "سواق" أمين..
عدنا مجدداً إلى مشكلاتنا المعلقة والمعتقة، التي يبدو أنه لا أحد يبحث لها عن حل، فهي ذات القضية التي نتحدث عنها كل عام منذ عشرات السنين.
سيضطر الآباء والأمهات إلى دفع المبالغ المضاعفة التي تطلبها المدارس الخاصة دون تردد، ودون نقاش، سيدفعونها مرغمين وهم يعلمون بأنها جائرة وغير منطقية، ولا تخضع لنظام أو رقابة.
ملايين الطلاب والطالبات والمعلمات يجب أن ينطلقوا من وإلى المدرسة في الوقت المحدد، ولكن كيف؛ لا أحد يسأل!. ولا أحد يريد البحث عن إجابة.
قيادة المرأة للسيارة ممنوعة، جيد.. حافلات حكومية لنقل الطلاب والطالبات والمعلمات غير متوافرة، جميل.. ولكن ماذا يعني ذلك؟ ما القضايا التي يفرزها غياب النقل المدرسي؟
اليوم يسير في شوارعنا آلاف الوافدين، ينقلون الأطفال والمعلمات، دون أي مسوغ قانوني أو نظامي، بعضهم يتعلم القيادة لأول مرة في شوارعنا، وتزداد الحوادث وتتضاعف المآسي ولا أحد يبحث عن حل!
أصبحت أتفهّم أسباب بحث السعوديين عن الإجازة الآن؛ فالأمر لا يتعلق بالكسل بقدر ما يتعلق بما تعنيه العودة إلى الدراسة من "وجع راس".. فالأغلبية لا يملكون المال الكافي لاستقدام سائق خاص، ويضطرون إلى التعاقد مع وافدين، أو الخروج مبكراً لإيصال الأبناء إلى المدارس ثم العودة بهم إلى المنزل نهاية اليوم.. أو اللجوء إلى المدارس الخاصة التي توفر وسائل النقل، وتحمل - مقابل ذلك - مغالاتها في الأسعار.
عدنا إلى الدراسة، وعدنا أيضاً إلى ترقب الإجازة ونحن نتساءل بحنق: هل هناك من يبحث عن حلووول لكل هذه القضايا؟!.