لم تتوقف المعارك التي خاضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الداخل والخارج، بعد أن حول تويتر إلى منصة إعلان للمطرودين من مسؤوليه، وكذلك القادمين إلى البيت الأبيض، ليتجاوز ضحاياه منذ توليه أكثر من خمسين استقالة أو إقالة، وليس آخرهم مستشاره للأمن القومي جون بولتون.

صحيفة واشنطن بوست سربت قبل أيام معلومات عن انزعاج الرئيس الأميركي من ممانعة مساعده للأمن القومي جون بولتون، لجهود تسوية واشنطن في أفغانستان، وقالت إن ترمب يسعى لإبعاد مستشاره ملف المفاوضات مع طالبان.

وفسرت الصحيفة هذا الموقف بالنفوذ الذي يتمتع به بولتون داخل إدارة ترمب، خصوصا أنه لم يكن في قائمة كبار المسؤولين المدعوين لمناقشة آفاق إبرام اتفاق مع طالبان، مرجحة أن السبب في ذلك هو الخوف من أن يكون بولتون ومساعدوه ضد الاتفاقات، وربما عمدوا إلى تسريب بنودها إلى الصحافة.


تجاوز ترمب البرتوكولات

غير أن منتقدي ترمب ينظرون إلى تلك الإقالات من زاوية أنها تتم عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، ويستغربون أن مسؤولا مثل وزير الخارجية تيلسرون يقول إنه علم بقرار إقالته عبر حساب الرئيس الأميركي، في دلالة واضحة إلى ابتعاد ترمب عن تقاليد البيت الأبيض، وتحويل حسابه إلى مكتب فيدرالي. ويعتبرون أن تجاوز ترمب البرتوكولات المعهودة في البيت الأبيض بشأن تعيين وإقالة مسؤولين، واعتماده على حسابه الذي يتابعه أكثر من 64 مليونا، لم يلغ فقط عمل المكتب الصحفي، بل وكذلك تغييب المؤسسات الحكومية ومجلسي الشيوخ والنواب والقضاء، فضلا عن جيش المستشارين والمساعدين للرئيس بالمكتب البيضاوي.

معارك طاحنة لترمب

بدأ الرئيس الأميركي عهده بمعارك طاحنة مع القضاء، بسبب قراره بحظر دخول مواطني ست دول مسلمة إلى الولايات المتحدة، ثم معركته مع مجلس النواب بسبب ميزانية بناء الجدار الحدودي مع المكسيك، وإعلان أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، قبل أن يعلن حالة الطوارئ، ما يعكس تغييب ترمب لمؤسسات الدولة وانفراده بالقرار. وبحسب مراقبين أن سيد البيت الأبيض ألحق عهده بإقالة أكثر من خمسين استقالة أو إقالة لمسؤولين كانوا يعملون في إدارته، وليس أكبرهم أو أهمهم مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي «أف بي آي» جيمس كومي ووزير العدل، الذي دشن بهما أولى أيامه.

نقاط خلاف متزايدة بين بولتون وترمب

أفغانستان

أعلن ترمب السبت في خطوة مفاجئة دعوة قادة من طالبان إلى مقر إقامته في كامب ديفيد للبحث في اتفاق يسمح بسحب آلاف الجنود الأميركيين من أفغانستان، مثل هذه المباحثات غير مقبولة في نظر جون بولتون.

إيران

يدعو جون بولتون منذ زمن بعيد إلى انتهاج خط متشدد مع طهران، في 2015 نشر مقالة في صحيفة «نيويورك تايمز» بعنوان «لوقف إيران يجب قصف إيران».

كوريا الشمالية

جون بولتون معروف أيضا بمواقفه المتشددة حيال كوريا الشمالية، وقبيل تعيينه كتب في صحيفة «وول ستريت جورنال» أن توجيه الولايات المتحدة ضربات وقائية في هذا البلد سيكون مشروعا.

فنزويلا

وشجع جون بولتون إحدى التحركات الدبلوماسية الأهم لدونالد ترمب لإخراج الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من السلطة في بلد يشهد أزمة اقتصادية مستفحلة.

أبرز ضحايا مقصلة ترمب

- وزيرة العدل: في نهاية يناير 2017، أقال «ترمب» القائمة بأعمال وزيرة العدل سالي ييتس، بعد أن رفضت تنفيذ قراره الخاص بحظر دخول رعايا سبع دول ذات أغلبية مسلمة.

- الجراح العام الأول: في إبريل 2017، أقيل فيفك مورثي الذي تولى منصب الجراح العام للولايات المتحدة، الذي عينه الرئيس السابق باراك أوباما، لإثارته غضب رابطة البندقية الوطنية الأميركية.

- مرشدة البيت الأبيض: في مايو 2017، أقال «ترمب» أنجيلا ريد مرشدة البيت الأبيض، وهي ثاني شخص من أصول إفريقية يتولى هذه الوظيفة، وأول امرأة تتولى المنصب.

- مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي: في مايو 2017، أقال «ترمب» مدير التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، في بيان أصدره البيت الأبيض جاء فيه «أبلغ الرئيس دونالد ترمب اليوم مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه قرر إعفائه من مهامه، وإقالته من منصبه».

- كبير موظفي البيت الأبيض: في يوليو 2017، أقال «ترمب» كبير موظفي البيت الأبيض راينس بريباس، وأعلن في تغريدة نشرها على تويتر، أنه اختار جون كيلي خلفا له.

- مدير اتصالات البيت الأبيض: بعد 10 أيام فقط من توليه منصبه، أقيل أنطوني سكارموتشي من منصبه، في يوليو 2017، بعد أن قام «سكارموتشي» بسب كبير موظفي البيت الأبيض، واصفا إياه بأنه مريض بالشك والفصام.

- المستشار ستيف بانون: أغسطس 2017، أعلن «ترمب» إقالة كبير مستشاريه ستيف بانون، من خلال بيان على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، نص على «هذا سيكون اليوم الأخير لستيف.. نحن ممتنون لخدماته ونتمنى له التوفيق».

- هربرت ماكماستر: في مارس 2018، قام ترمب بإقالة مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر، بعد أن تولي هذا المنصب لمدة عام، ليعين محله المبعوث الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون.

- وزير الخارجية: في مارس 2018، أعلن ترمب إقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون، الذي علم بأمر إقالته من خلال تغريدة نشرها الرئيس الأميركي على تويتر، قال فيها «إن مدير الاستخبارات مايك بومبيو سيصبح وزير خارجيتنا».

- المساعد الشخصي: في مارس 2018، أقال ترمب المساعد الشخصي له جون ماكنتي، دون إبداء أي أسباب.

- نائب مدير التحقيقات الفيدرالي: في مارس 2018، أقال وزير العدل الأميركي أندرو ماكيب نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، قبل يومين من موعد تقاعده، وهو الأمر الذي أدى إلى حرمانه من جزء من راتب التقاعد».

- وزير قدامى المحاربين: في مارس 2018 أعلن ترمب عن إقالة آخر وزير من إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وهو ديفيد شولكن وزير شؤون قدامى المحاربين، عبر تغريدة على تويتر.