في الزيارة الرسمية الأولى للأمير سلمان بن عبدالعزيز للمنطقة الشرقية، وهو على رأس وزارة الدفاع كان لا بد ـ وأنا من سكانها ـ أن أشدو بإقباله علينا وأدعو المولى أن يكون قد وجد بيننا ما يسر خاطره ويناسب تطلعاته لتحقيق الجودة العالية في كل عمل يسعى للقيام به، وسأنقل هنا مشاعر أحد العاملين في الجيش السعودي، والذي سره تولي الأمير سلمان بن عبدالعزيز زمام الأمر في وزارة الدفاع، فمع ما ناله هذا القطاع من اهتمام ولاة الأمر منذ إنشائه.. إلا أن تولي الأمير سلمان لأمره رفع من معنويات كادت أن تهتز بفراق صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وذكر أن الأمير سلمان عرف من خلال تولي إمارة الرياض بحزم لا تهاون فيه، فهو مع طيب فعاله عُمريٌ في غضبته للحق وللمظلوم، رجل يهابه القاصي والداني، أمير يجد من يقبل عليه حفاوة لا تساهل فيها وإنصاتا لا تعالي فيه، هذا بعض ما عرف عن الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله سبحانه، ولذا كانت فرحة الجيش به عظيمة.
ولأن الشعب السعودي بشكل عام وسكان الرياض بشكل خاص يدرك حرص الأمير التام على إنجاز مهامه على أكمل وجه.. أشفق على الجيش السعودي الذي عرف بانضباطه فمع كل التزامه إلا أن الأمير سلمان يتطلع دوما لأقصى الكمال الإنساني، التزامه صبغ كافة العاملين مع الذين يحرصون على إنجاز المهام في الوقت المحدد، وعلى إنهاء معاملات المواطنين والاهتمام بشؤونهم دون تأخير، وهو في ذلك قدوتهم ومثالهم حفظه الله.
الأمير سلمان لا يحمل فقط على كاهله هم وزارة من أهم وزاراتنا، بل يحمل هم إرث عظيم من الإنجازات، سلمه له صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، والذي كان يزور كافة القطاعات العسكرية وبشكل دوري ويشعر جنودنا البواسل بعظيم اهتمامه ورعايته، فالأمير سلطان، لم يكن ليبخل على أفراد جيشنا بوقته ولا بجهده ولا بفكره، وكان يسعى لتوفير كل وسائل الراحة لهم ولأفراد أسرهم تقديرا منه - رحمه الله - دورهم العظيم في الذود عن البلاد والعباد، وعن مقدساتنا وثرواتنا، وها هو أميرنا سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، رجل الوفاء يستلم الراية من بعد أخيه رحمه الله ليكمل مسيرة العطاء لرجل العطاء، أعانه الله وسدد خطاه لما فيه خير البلاد حكومة وشعبا.
والحقيقة أن من سخر نفسه لننام بأمن وأمان يستحق تقدير ولاة أمرنا واهتمامهم، سواء كانوا تابعين للجيش السعودي أو الحرس الوطني أو وزارة الداخلية أو غيرها من القطاعات، أدام الله علينا نعمه ورد كيد أعدائنا في نحورهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والحقيقة، كنت أخشى أن تشغل مهام وزارة الدفاع الجسيمة، فكر المفكر والإنسان الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولكنه بحول الله سبحانه استقر على سجيته كالطود الشامخ، حيث يولي المؤسسات الأكاديمية والخيرية اهتمامه، وهو الملاحظ على نشاطاته المتعددة من ثقافية وإنسانية، وإن كان الحيز الأكبر من اهتماماته بطبيعة الحال منصبة على الدفاع ومتطلباته، وفي زيارته للمنطقة الشرقية اهتم بزيارة مشروع الأمير محمد للمساكن الميسرة بالدمام، وشاهد أحد النماذج السكنية، وأكد أمين عام جمعية البر بالمنطقة الشرقية الدكتور عبدالله القاضي: (الانتهاء من المرحلة الثانية في منطقة وسيع قرب منفذ سلوى، حيث تم إسكان الأسر المستفيدة بعد توفير البنى التحتية والخدمات التعليمية والصحية وتأثيث الوحدات وتوزيعها على المستفيدين، كما تم مؤخرا الانتهاء من تأثيث الوحدات السكنية في المرحلة الثالثة من مشاريع سموه الكريم في محافظة حفر الباطن تمهيدا لتمكين المستفيدين من الانتفاع بهذه الوحدات) كما أشار إلى رعاية أخيه صاحب السمو الملكي أمير العطاء سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله لهذا المشروع الخيري.
وفي هذه الزيارة توقف عند جامعة الأمير محمد بن فهد التي أثبتت جدارتها العلمية بوقت قياسي، ومركز الأميرة جواهر لمشاعل الخير، الذي يعد ـ من وجهة نظري ـ علما من أعلام المنطقة الشرقية بمنشآته وخدماته ومبانيه، وبإدارته النسائية المتميزة، بارك الله في العاملات فيه وسدد خطاهن لما فيه الخير. كما قام بزيارة تفقدية للمواقع العسكرية التابعة لوزارة الدفاع منها الأسطول الشرقي للقوات البحرية في الجبيل، فمن خلال كلمة ارتجالية حمد الأمير سلمان وزير الدفاع المولى سبحانه وأكد فيها أن بلادنا كانت وما زالت قائمة على الكتاب والسنة، إذ قال إن هذه: (الوحدة التي نعتز بها ونحافظ عليها، وكان قائدنا المؤسس الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ يوجه بها أبناءه ونحن ـ ولله الحمد ـ إخوة جميعا نسير على هذا النهج) وأضاف حفظه الله: (نحمد الله أننا في هذه البلاد بلاد المقدسات الإسلامية التي ـ والحمدلله ـ الحكم فيها مبني على الكتاب والسنة..) أعلم أن مهام الأمير سلمان عظيمة وجسيمة ولكن على قدر أهل العزم تأتي العزائم، وأنتم يا أميرنا رجل العزم والحزم بارك الله فيكم وسدد خطاكم لما فيه خير الدين وخير المليك والوطن، وفي الختام، أقول للأمير سلمان: حفظك الله وجزاك الله عنا خير الجزاء.