يثير تقرير تلفزيوني عن المؤامرة بين قناة الجزيرة ونادي برشلونة ضد النظام السوري تتداوله مواقع الإنترنت خلال الأيام الماضية ويُنسب إلى قناة "الدنيا" كثيرا من التساؤلات حول العقول التي تدير تلك القناة الموالية والمدافعة عن النظام السوري إن صحّت نسبة التقرير إليها، وإن كان التقرير "مفبركا" فهناك أكثر من تساؤل حول الأسباب والدوافع ضمن حرب إعلامية لا تهدأ أدخلت "الدنيا" نفسها فيها بوقوفها إلى جانب النظام وضد الثورة والثائرين عليه. وبما أن "الدنيا" كالقناة الرسمية السورية غير جاذبة جماهيريا سوى للموالين للنظام وأحيانا لمن يريدون أن يطلعوا على ما يبثه إعلامه من "فبركات" وتزييف للحقائق مثل جعل المتظاهرين ضد النظام يخرجون في دمشق فرحا بـ"المطر"، أو ترصد عثرات ذلك الإعلام مثل ضبط شخص أطلقوا على اليوتيوب عليه مسمى "الشبيح المتعدد المواهب"، يظهر دائما على الدنيا والقناة السورية في شخصيات متعددة مدافعا عن النظام، فتارة هو مواطن يخاطب جامعة الدول العربية، وتارة نراه مرشدا سياحيا في دمشق مع زوار للبلد يتظاهرون لتأييد النظام! وأخرى يظهر في حلب بلباس عسكري في مظاهرة مؤيدة.. وقد رصده المعارضون في ثماني شخصيات ونشروا تقاريرهم الكثيرة عنه وعن تلفيقات إعلام النظام لإقناع الناس برواية "العصابات المسلحة" والمؤامرة الكونية ضده.

في التقرير المنسوب لـ"الدنيا" المشار إليه في البداية اتهامٌ لـ"الجزيرة الرياضية" باستغلال إحدى مباريات نادي برشلونة الإسباني لكرة القدم لإيصال رسائل مشفرة للقوى المعارضة لطرق تهريب الأسلحة عبر المدن السورية. وتظهر فيه تحركات ميسي ومرونته وتحركات زملائه متطابقة مع الخارطة الجغرافية السورية.. والتقرير إن صحّ، فهو دلالة على عقلية في منتهى السذاجة تعتقد أن المشاهدين يمكن إقناعهم بتلك "الترهات"، وإن لم يصحّ فهو دلالة على العقلية المضادة التي استغلت الكمّ الكبير من "الترهات" التي بثتها قناة "الدنيا" لتضيف إليها واحدة جديدة من باب المساهمة في زيادة فضائحها.

أخيرا، في الحالتين هناك شيء غير نظيف في القضية اسمه استغلال الإعلام ونادي برشلونة لـ"الكذب" على الناس، وعلى المتابع أن يحكم على نوعية ذلك "الكذب".