مواقع التواصل الاجتماعي نعمة تستوجب الشكر؛ لأنها فتحت للناس آفاقاً رحبة للتواصل والتعارف وتبادل الآراء والمعلومات والأفكار والتحاورحولها.. الناس بحاجة للتعبير عن مكنونات أنفسهم وما يجول فيها.. الناس بحاجة للشكوى.. الشاعر يقول: "ولابد من شكوى إِلى ذي مُروءَة.. يُواسيكَ أو يُسْلِيك أو يتوجع"!
لم يكن الناس في السابق يتواصلون بسهولة.. كان الأمر يخضع للمساحة التي تتيحها لهم وسائل الاتصال والتواصل.. كان الناس مرتهنين لصفحات القراء! .. كثير من الآراء ماتت.. كثير من الأصوات خفتت؛ دون أن تجد من يسمعها أو يستمع إليها.. لكنهم اليوم لا يجدون أسهل من التواصل فيما بينهم.
غير أن ترك مواقع التواصل الاجتماعي دون رقابة يجعل منها وسائل تدمير وتنفير لا وسائل محبة وتواصل وتحاور.. قبل فترة قرأت أن دولة الإمارات العربية الشقيقة أقرت قانوناً يقضي بمعاقبة من ينشر الشائعات الكاذبة أو الكشف عن المعلومات والأخبار التي تهدد الأمن العام أو تنشر الذعر بين الناس بالسجن لمدة قد تصل إلى عشر سنوات.
هذا أمر جيد.. أعني ضبط مواقع التواصل وعدم تركها مجالا مفتوحا لكل من أراد إيذاء الناس أو محاولة إرهابهم أو التعرض لهم بسوء، أو المساس بسمعتهم أو بث الإشاعات حولهم أو تهديدهم.
في تويتر اليوم، هناك إساءات بالغة مجهولة المصدر، تطال أناسا بأسمائهم الصريحة.. الأمر بحاجة لقانون واضح صريح يضبط المسألة ويردع المرضى والموتورين والمشبوهين والحاقدين، ويضع حدا لخطر الإرهاب الإلكتروني؛ لاسيما أن خطورة هذا النوع تكمن في سهولة ارتكابه.
التعرض للناس وإيذاؤهم أمر مرفوض.. وترك الباب مفتوحا بحجة الحفاظ على الحريات أمر ساذج.
البيئة يجب حمايتها من العبث.. مواقع التواصل الاجتماعي بيئة خصبة للحوار الهادف والتواصل البناء، يجب حمايتها من العبث هي الأخرى.