ودع طلابنا وفلذات أكبادنا أطول إجازة صيفية، بعضهم ودعها مأسوفا عليها، وأكثرهم ودعها بفرح وسرور!. العودة إلى المدارس مناسبة احتفالية جميلة تستحق الاهتمام. فيها تعود الحياة إلى طبيعتها، وتعود إلى المجتمع حيويته، ونشاطه، ويعيد الآباء والأمهات سيطرتهم على منازلهم وأولادهم بمنع السهر، وتنظيم أوقات نومهم واستيقاظهم، وتقنين استخدام الأجهزة والألعاب الإلكترونية، وتنظيم أنشطة التسوق والتسلية والترفيه وجعلها في عطلة نهاية الأسبوع. إنها مناسبة احتفالية باجتماع العائلة في أوقات الوجبات، والمذاكرة، وتوصيل الأولاد إلى مدارسهم، وتنمية مشاعر الحب والود بينهم، وتقليل مشاعر الاكتئاب، والقلق، والعصبية، والتذمر نتيجة طول العطلة الصيفية، والحرارة، والرطوبة، والفراغ! احتفالية تدعوهم لاستثمار أوقاتهم فيما ينفعهم بطلب العلم، وممارسة الأنشطة، والهوايات، وطرد الكسل، وملء فراغهم بالمذاكرة، والبحث، وجعل النهار معاشا، والليل لباسا بضبط ساعتهم البيولوجية. احتفالية جميلة بممارسة طقوس تسبق وتلي الإجازة في شراء الأدوات الدراسية والمراييل وغيرها بتسوق يثري شخصياتهم ويمتعهم، وكذلك يمتعهم حين يحضرون إلى مدارسهم بجد ونشاط ويستلمون كتبهم الدراسية الجديدة، ويتصفحونها، ويدرسونها منذ اليوم الأول.

ستكون العودة إلى المدرسة احتفالية أجمل وأكثر جمالا حين تستعد لها وزارة التعليم بقضها وقضيضها بعملها الدؤوب، بتوزيع الكتب الدراسية منذ اليوم الأول كاملة، وتهيئة المدارس من حيث جودة النظافة والصيانة والتكييف وتوفير احتياجاتها اللازمة، واكتمال الكوادر التعليمية والإدارية، عددا وعدةً وتدريباً، واستقبال الطلاب استقبالا يليق برجال ونساء مستقبلنا، من أجل أن نراهم مبدعين أخلاقياً، وتربوياً، وعلمياً.