في الحقيقة لم أستغرب هذه الأخبار فقد شاهدتها بأم عيني، وهذه الكلاب تتجول في الأحياء السكنية، في الرياض مثل (المونسية والرمال) وفي الدمام (حي الفاخرية) وفي الظهران (حي الرحاب). والأمر الذي يدعو للغرابة أكثر، أنه لطالما وجهت وزارة الشؤون البلدية والقروية الأمانات بمختلف مناطق المملكة، وتعاميم متكررة لتقليل كثافة الكلاب الضالة داخل النطاق العمراني، لكن مع الأسف الشديد لا حياة لمن تنادي!
وهنا أقول هذه الأحداث المتكررة للكلاب الضالة، تناقض مواثيق دولية، ومن أهمها الحق في الحياة، وكذلك تعد مخالفة لقوانين الوزارة، حيث تشير المادة التاسعة عشرة من نظام البلديات والقرى إلى تلافي أضرار الحيوانات السائبة والكاسرة، إذ إننا لا نعرف كيف يمكن التوفيق بين تأكيد الوزارة وأنظمتها على تقليل كثافة الكلاب الضالة داخل النطاق العمراني، وما نسمع عنه ونشاهده من استمرارها بنفس العنف والشدة، إذ أصبحت تتسبب في حالات ذعر للأهالي وخصوصا الأطفال؟!
من الأهمية بمكان أن يعاد النظر في طريقة تعاطي الأمانات مع المواطنين خاصة في هذا الملف، وفي الحادثة الأخيرة يروي عم الطفل أنه قبل عام تم إرسال خطاب لأمانة المنطقة عن واقع حيهم، إلا أنها لم تتفاعل! وأنها تزعج السكان بالنباح حتى أوقات متأخرة من الليل وتدخل الرعب لدى الأطفال.
من أسهل الحلول المقترحة المطبقة في كثير من الدول المتقدمة، هو وجود فريق من الشرطة متخصص في التخلص من الكلاب الضالة، وما على الأهالي في حالة ظهور الكلاب الضالة في منطقتهم سوى الاتصال أو التوجه إلى أقرب مركز شرطة، وتزويده بالمعلومات اللازمة كالموقع ووقت تواجد تلك الكلاب، حتى تقوم الشرطة بالتنسيق مع الفريق المختص واتخاذ ما يلزم.
أخيرا أقول: حادثة مقتل طفل عرعر يجب ألا تمر مرور الكرام، لا نريد لجاناً أو تعاميم، نريد حلولاً جذرية تطبق على أرض الواقع.