أجمل الأعمال الإنسانية هي كل الأعمال التي تندرج في قائمة «العمل التطوعي» بمختلف مجالاته، وأجمل الأعمال التطوعية هي التي تصنع نموذجاً للعمل الإنساني يستحق أن يكون قدوةً ودليلاً إرشادياً لمزيدٍ من العمل والعطاء.
كنموذج ومثال، يمكن أن نقول إن ما قام به الشاب الإماراتي «غيث» في البرنامج التلفزيوني «قلبي اطمأن» عبارة عن سلسلة تراحمات جُسدت في قضاء حوائج الناس من مختلف الشعوب والأرجاء وحالات اجتماعية واقعية بما يقارب 60 حالة إنسانية لعامين متتاليين، ولم تقتصر على من يمتلك مهارات معينة ومتطلبات، وقد يقوم بها كل من طرح الرب في قلبه ذرة رحمة وعطف، فكانت هذه التراحمات نموذجاً للعمل الخيري الذي يمتد أثره حتى إلى غير المستفيدين منه بشكل مباشر، فيكون دليلاً ومحبباً للعمل والبذل.
رحلة العمل التطوعي الاجتماعي والإنساني أشبه برحلة العمر، طويلة وشاقة، وقد يتخللها كل أنواع العقبات والأشواك الدامية، لكنها في ذات الوقت رسالة سامية، سلكَ نهجها كثيرون ممن كرسوا حياتهم في خدمة كل فقير ومحتاج، أحياناً يكون الإنسان بحاجة إلى مال وأحياناً إلى مساعدة وأحياناً إلى كلمة وأحياناً إلى إرشاد وتوعية، وكلها أعمال إنسانية لا يقدرها إلا من زُرع في قلبه حب العمل التطوعي بدافع الإنسانية التي نتشارك حدودها على هذا الكوكب.
من أشهر المتطوعين الدكتور عبدالرحمن السميط -رحمه الله- الذي قضى 29 عاماً من حياته في القيام بكثير من الأعمال الخيرية الواسعة في أفريقيا بين المساعدة بالمال والكلمة والمساعدة بالإرشاد.
السميط يعد نموذجاً فريداً من نوعه في الميدان الإنساني الخيري التطوعي، وأيضاً الأم تريزا التي تعد واحدة من أعظم الشخصيات الإنسانية في القرن العشرين.
أما على المستوى المؤسسي، هناك كثير من الجمعيات والمراكز الإغاثية المحلية والعالمية التي تعمل على مساعدة اللاجئين والمحتاجين الذين تصيبهم الكوارث والمجاعات في مختلف أنحاء العالم وتقديم الإغاثة للمتضررين منهم.
من أرقى صفات الإنسانية حب الخير للناس والإحساس بآلامهم وبذل المستطاع لخدمة البشر كلٌ على قدر عزمه واستطاعته، فمنا من يكون فرداً في عمله، فيمهد الطريق لقوافل العمل التطوعي بعده؛ لأنه كان قدوة حبب لهم هذا العمل الإنساني، ومنا مؤسسات تُسخّر إمكاناتها العالية لمحبي العمل التطوعي وتدفعهم إلى أقصى حدود عطائهم أو تدلهم على الطريق الصحيح لبذل جهودهم الإنسانية في مكانها الصحيح.